السبت , 20 أبريل 2024

د. منى حسين تكتب: ضد المرأة (2)

= 3801

كلانا يحلم بالجنة فى بيت الزوجية، الذى نشارك فى اختياره وتأسيسه، وانتقاء أجمل الأشياء، وننتقى الملابس وكأننا كل يوم فى حفل ساهر، حتى لو كان داخل جدران بيتنا، المهم أننا معاً، كلانا يحلم، فيحلم بعض الرجال قبل الزواج بأن يكون مثل هارون الرشيد، فالمرأة التى يتزوجها يجب ألا يشغلها أى شىء عنه، حتى أولاده، ويبنى الكثير من الآمال على هذا.

لكن عندما يتزوج يقترن فى الغالب بامرأة تهتم بشئون البيت بنفسها إلا من رحم ربى، إن جلس بالمنزل يشعر بالملل لأنها دخلت المطبخ، لإعداد كوب من الشاى له، أو إعداد وجبة، ويزداد غضباً إن قامت بتنظيف المنزل فى وجوده، أو بترتيب خزانة الملابس.

فيعلن ضجره، ويرى أن من حقه أن يخرج ويجلس مع أصدقائه فى النادى أو الكافيه، تاركا إياها تقوم بهذه الأدوار ويحلم أيضاً أنه حين يعود سيجدها فاردة ذراعيها لتستقبله وتعانقه، وكان من الأجدر به أن يجلس حتى تنتهى، ولا غضاضة إن عاونها.

فهذه الأعمال المنزلية ليست من أدوارها، فهى زوجة تريد أن تسعد بزوجها وتسعده، لكن ضيق ذات يد زوجها جعلها تقوم بهذه الأدوار رحمة به، ليس ضعفاً ولكن حباً وتقديراً.

وهناك زوجة تضغط على زوجها وتحضر الشغالة لتنظيف المنزل وتجبره على اعطائها أجرتها، بالرغم من أنها موظفة، وهو يعيش بالكاد، أحياناً يتباهى بهذا بين الأصدقاء أن الشغالة هى التى تسببت فى إيقاظه مبكراً، لترك المنزل حتى تنظفه، وتنجح هذه الزوجة فى إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة، لأنها ترغمه على مالا يستطيع مادياً، وتنجح فى قهره مبررة ما تفعله بالكثير من الأسباب، وهو يصبر حفاظاً على إستمرار الزواج من أجل الأبناء.

وبعد زواج الأبناء يكتشف أن عمره إنقضى مع زوجة قررت إفلاسه حتى لا يذهب لأخرى ويتركها، إلى أن يصبح كطير منزوع الريش فيحط مرة واحدة، بكبر السن وبالأمراض ليس حباً فيها، لكن إيماناً بقضاء الله وقدره، وربما يكون شاكراً لها على ما فعلته معه، المهم أنه يرفع الراية البيضاء حتى ينتهى عمره.

أما الزوج الآخر الذى يشعر بإهمال زوجته له، وبأنه أصبح يراها نداً له، ويعاقبها إن لم يكن بعراك، فبانفلات وخروجات مع أصدقائه وسفريات عديدة، ويلقى عليها كامل المسئولية عن البيت والأولاد، وإن سألته عن شىء، إما أن يقول شيئاً غير حقيقى، أو يسألها لأنه بالفعل لا يعرف أى شىء عن البيت، وإن دققت النظر ستجد أنها هى المسكينة التى لا تئن، كلما قصر فى واجباته تجاهها وتجاه أبنائه تحملها هى، فتارة يسافر، وأخرى يدعى أنه بعمل إضافى، لكنه لا يدر على أسرته أى عائد.

وترى أن الجميع يقدرها، لكنهم يشكرون زوجها على رعايته لأسرته، مع العلم أنه الحاضر الغائب، وهى المسئول الرئيسى، لكنها تستره، إنها تعمل فى صمت دون شكوى منه ولا من ضيق حاله.

فلا تنخدع بالمظاهر، لأن هناك من يجيد التمثيل، وهناك من يتظاهر بأنه ضحية امرأة قهرته، مع العلم أنه هو من قهرها، كان من الممكن أن تنجح فى عملها أكثر وأكثر، لكنه آثر تكبيلها بأدوار تئن بها الجبال، وهو يلهو مع أصدقائه، ويعتمد على راتبها فى تلبية احتياجات البيت، فيكون غيابه هروباً من أن تطلب منه مساعدة فى مذاكرة الأبناء، أو شراء بعض الاحتياجات، فيقرر الهروب من القيام بأدواره.

ويغالى فى إتهام زوجته بأنها تهمله، وهى دائمة الانشغال بالأولاد وشئون المنزل، معلناً أنه يصبر من أجل أبنائه، ولو عقدنا جلسة لمعرفة من ظلم من؟
لأتضح لنا أنه هو الذى ظلم وألقى العبء على هذه الزوجة الصامتة، التى تربى أبناءه، وتحافظ على البيت من الانهيار، لكن إن استمر على هذا الحال وكبر الأبناء وتزوجوا، ستكون محاكمتها بقرار لا بحوار، فقد نفدت الحوارات، وأصبحت بلا جدوى، لأنها بكاء على اللبن السكوب، ولن تبالغ فى إدانته، فقط عليه أن يقف أمام المرآة ليرى نفسه، ويعرف الحقيقة، ساعتها سيرضى بقرار هذه الزوجة، إما الاستمرار بشروط أو تسريح بإحسان، فهذا وقت القرار.

ولنا فى الزوجات والأزواج حديث آخر ” ضد المرأة 3 “.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4050 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.