الثلاثاء , 16 أبريل 2024

د. منى حسين تكتب: ضد المرأة…!

= 1859

كلما تحدثت مع أحد الرجال اكتشفت أن البعض منهم يعانون من علاقاتهم بالمرأة، فهذا يدعو عليهن بأن يأخذهن الله جميعاً، وإن شعر بالحرج لأنه يحدث امرأة، يعتذر على استحياء قائلاً ما عدا حضرتك، فهو يرى أن المرأة قيد مؤلم لكل زوج، فهى لا تعيش معه كما يريد، لها عالمها الخاص الذى يهتم بالمطبخ وتنظيف البيت، وهو لن يشاركها هذه الاهتمامات، لكنه غاضب جداً لأنها لا تشاهد معه مباراة كرة قدم.

احاوره كثيراً لكن قناعاته لا تتغير، فهو يراها من كوكب آخر، أشير له أن هناك سيدات تشاهدن المباريات المختلفة، يسمعنى وذهنه شارد، كأننى أتحدث عن يوتوبيا، فيها المرأة متعددة الاهتمامات منها الفنية والرياضية، إلى جانب اهتمامها بالأزياء والطهى وديكورات المنزل، أصمتْ، وأحياناً اتعاطف معه، واتساءل كيف لم ينجح فى مشاركة زوجته فى بعض اهتماماتها، حتى تشاركه فى اهتماماته؟

وهناك من ينصب نفسه عدواً للمرأة، فهو يعلن كرهه لها، وإن بحثنا عن الأسباب نجد أن له تجربة مريرة مع زوجة سابقة، نجحت بمعاملتها القاسية وطمعها فى كل ما يملك فى غرس عداوة المرأة فى هذا الرجل الراقى المحترم، الذى لم يبحث عن طريق للقصاص منها، أو مضايقتها حرصاً على ابنه الذى يعيش فى حضانتها، فيتحمل كل عيوبها، بل ويلبى لها كل مطامعها حفاظاً على هذا الإبن، إلى أن يقابل امرأة بمواصفات أخرى تختلف عنها، فيتأكد أن زوجته السابقة هى حالة فردية، لكن كرهه لهذه المرأة جعله كمن تأذى بنارٍ فأصبح يخاف من ضوء الشمس، ويملأ صدره الخوف من المغامرة بعلاقة جديدة، لكنه دائماً يرى أن هذه المرأة سرقت أجمل سنوات عمره، فيتحسر ويعلنها إنه بصراعه معها كره كل النساء.

وهناك من يعانى من وجود زوجة بجواره لكن عقلها شارد، فلا هو وحده ولا هو معها، لكنه يصبر من أجل أبنائه، والحسرة تلاحقه على عمره الذى ضاع فى غياب شريكة حياة، وعمره الذى يحياه وحيداً، وما يصبره على ما هو فيه وجود أبنائه معه، ليفرح بنجاحهم، لكنهم جميعاً يفتقدون دور الأم الراعية المهتمة، ويراقبون هذه الأم التى أعلنت عن اعتزالها هذه الأدوار، ليعلنوا موتها وهى بينهم.

ونسوا جميعاً أن هناك نساء تعانين من قهر الرجال، الذين يحرصون على تقييد المرأة بالأولاد حتى يضمنوا بقائها فى المنزل كخادمة وراعية لهم، مهدرين كل حقوقها العاطفية والنفسية والمادية، فهى فى المنزل كم مهمل، ويتفضلون عليها بأنهم لم يهينوها، بل هم صابرون على بلوتهم، وربما يتعاطفون مع امرأة أخرى، أخذت ومازالت تأخذ من رجل آخر، لكنها دائمة الشكوى والبكاء منه، فيرون أنها ضحية قسوة رجل، أما الصامتة فهى تستحق كل ما يجرى لها، لأنها صنعت فرعوناً وكادت أن تعبده، صابرة حتى تربى أبناءها وأبناءه.

وكأن المجتمع أصبح كعملة معدنية له وجهان، وجه للرجل والآخر للمرأة، وددت لو اجتمع الأثنان فى وجه واحد فى المرآة حتى نرى من يقف بجانبنا ومن هو عدونا، فالزواج مودة ورحمة، وإن لم يكن ففراق وتسريح بإحسان، هكذا يقول الله سبحانه وتعالى، لكى يجد كل منا ضالته التى افتقدها مع شريكته أو شريكها.

لكننا دائماً ما نجعل المجتمع هو الذى يتحكم فى أدق خصوصياتنا، حتى خلف الأبواب المغلقة، ليرفض الطلاق، ويبارك قتل الأرواح دون الأجساد، ليستسلم هذا للقهر، وليثور هذا على أفراد الجنس الآخر.

ولنفكر هل من الممكن أن يعيش كل منا منفرداً، أم أننا بالفعل فى حاجة لأن نعيش معاً، مستفيدون من تجاربنا السابقة، حتى لا نكرر نفس الأخطاء، ولنعش ما بقى من عمرنا بنفس سوية تحب ما حولها، وإن أغضبها كأنها لا تراه.

ليتهم يتذكرون أنهما مكملان لبعضهما، فهن شقائق الرجل، وهن السكن لهم. فليعيدوا التفكير ليعرفوا أسباب ما هم فيه، ولا يعمموا لأن الاختلاف سمة الحياة، وما لا يتناسب معك يتناسب مع غيرك، إنها سنة الحياة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 1026 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.