الخميس , 25 أبريل 2024

كيف نبعد أطفالنا عن الكذب؟

= 1690

 

يتعرّض الطفل لمواقف يعجز عن حلّها فيلجأ للكذب للهروب منها؛ لذا يجب على الوالدين مساعدة أطفالهم على حلّ المشكلات التي يواجهونها، وإشراكهم في التفكير في الحل المناسب، حتّى يستفيدوا من نصائحِ الوالدين وإرشادهما فيصبحوا أكثر قدرة على البحث عن حلول للمشكلات بدلاً من الكذب بشأنها، وفي المرّات القادمة سيشعرون بأنّهم عندما يرتكبون خطئاً ما فإنّ البحث عن طريقةٍ لتصحيح الخطأ هي الوسيلة الأفضل للتخلّص من المشكلات.

في سن ما تحت الثامنة يكون الطفل خيالياًن يعني أنه سوف يخبرك عن الجار الذي له أنياباً بارزة أو الغوريلا التي تسلقت سور المنزل، فكل هذه خيالات استمعي لها جيداً ثم أخبريه أنها خيالات ولا يمكن أن تصنفيها على أنها أكاذيب.

بعد عمر الثماني سنوات قدمي له الوعظ العام الموجه له ولباقي اخوته في حال اكتشفت أن طفلك قد أصبح كثير الكذب أخبري طفلك عن عواقب الكذب عند الله، وأن الإنسان صادق هو إنسان محبوب عند الله.

حدثي طفلك عن قصص الصدق في السيرة النبوية وقصص القدماء والأبطال الذين كانوا صادقين حتى لو كلفهم الأمر حياتهم وبأن الصدق منجاة، وأن الكاذب لو نجا مرة فهو لن ينجو كل مرة.

غالباً ما يحاول الأهل أن يقنعوا أطفالهم بضرورة قول الصدق، وقد يتبعون في هذا السبيل أساليب عنيفة لفظياً وجسدياً، وفي معظم الحالات تبوء محاولاتهم بالفشل.

ويُعدّ العقاب عنصراً مهمّاً لمعالجة الكذب عند بعض الأطفال، بشرط أن يكون عقاباً فعّالاً وغير مبالغ فيه؛ لأنّ العقوبة بطريقةٍ خاطئةٍ تُشعر الأطفال بالظلم بدلاً من التفكير بخطئهم، كما ينبغي تجنّب الغضب، والصراخ، والتهديد، ويكون اختيار العقوبة فعّالاً بعد منح الطفل وقت لمراجعة نفسه؛ كتكليفه بمهام إضافيّةٍ للقيام بها، أو سلبه بعض الامتيازات، أو مطالبته بحلّ ما تسبّب به من مشكلات.

فبالدرجة الأولى يجب أن نبتعد تماماً عن العنف اللفظي والجسدي عندما يكذب الأطفال، فهذا لن يجدي نفعاً وقد يزيد الأمور تعقيداً.

ثمَّ لا بد أن نمتلك قدرة على التصرف بما يتناسب مع عمر الطفل، فلا يمكن أن تكون دوافع الكذب ونوعيته عند الطفل في الخامسة هي ذاتها عند طفل في الثامنة، الصغير قد يقول أنَّه تعرف إلى صديق ما، الطفل الأكبر يقول أنَّه أنهى واجبه المنزلي وهو لم يفعل.

فالأول ما يزال يكتشف مهاراته العقلية ويحاول أن يتعرف على الفروق بين الحقيقة والخيال، أما طفلنا الكبير فهو يعرف تماماً أنَّه يكذب.

ويدرك أنَّه لم يقم بإنهاء واجبه المنزلي وإنَّما قضى الوقت وراء شاشة الهاتف المحمول يقوم بتجربة ألعاب جديدة، وسيكذب ويقول أنَّه لم يلمس الهاتف.

والهدف أن نحمي أطفالنا من الكذب المرضيّ والحفاظ على سلامتهم النفسية.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3066 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.