الجمعة , 29 مارس 2024

منال علي تكتب: الهروب من الاكتئاب..!

= 2657

 

في الليالي وحيد حزين والوقت يمر ، ورائحة الكآبة تحتويه وظلام اليالي يعزف ألحان الوحدة ..فيمر ما يمر ولا أشعر بالسلام .

افترقت عني الكثير من الأشخاص ثم لجأت للوحدة ،جعل مني ذلك إنسان هشْ حزينلا يقدر على تحمل أكثر من ذلك ، تحملت الأذى بكل ما تحمله كلمة أذى كان الأذى ممارسة سهلة لهم ؛ فبعد تورطي بذلك لجأت للحزن وأعتنيتُ بهِ أكثر من أعتنائي بنفسي ، فشب الاكتئاب على يداي حتى أن وصل لسن المشيب؛ فأصبح مرضًا يطاردني وليس كمان كان سابقًا، طاردني كثيرًا فلجأت للوحدة واعتقدت حينها أن لا شخص لي سيكون صديقي الوفي غيرها ، ولكن نهاية ذلك حتمًا آلمتني كثيرا .

جعلتها صديقي وقت ما يضيق بي الحال الجأ لها ، حتى الوحدة خانت ، وكأنها تقول لي أنك شخصية معتادة على الفراق ، قلت لها: حتى أنت تفلتي يدي ولا تبالي لما هو بداخلي المنطفيء ؟!

فقالت: نعم وهو كذلك .

تركتني الوحدة للأكتئاب ، أصبحت شخصًا لا يعمل أي شيء سوى الجلوس في مكانه تعيسًا؛فكان كل يوم يضيق به الحال إلى أن أصبح لا يبالي بما يحدث حوله ، معدوم الشعور والثقة بنفسه وحتي القليل المتبقي من الثقة للذين يحيطون به انعدمت .

تركت كل ما يحمله هاتفي من مواقع التواصل الإجتماعي حيث أنها تمثل شيء أساسي في حياتي، حاولت مرارًا الإنتحار ولكن محاولاتي بادت بالفشل مجددًا، أنين بداخلي يمزق الروح شعور الخوف أنتابني، التركيز شبه منهدم وفي النهاية شبَّ حريقًا بداخلي يسمى ” حريق الإكتئاب”

وكما قيل العبرة بالخواتيم كانت نهاية الأكتئاب مرضيةًوجعلتني بعدها شخصًا غير الذي كان سابقًا .

أخبرك بأنني كنت في الأخير من أكتئابي لا أحدد بأنه الأخير ولن يخطر حتى ببالي أنه سيكون الأخير او حتى أن ذلك اليوم سيأتي، في صباح اليوم التالي من محاولة الانتحار جالة على كرسيِّ المفضل أمام شرفتي التي تطل على حديقة مليئة بالأشجار نظرت لها مُتأملةً ونظرت لورقها المتساقط ارضًا، أحسستُ حينها أن هذه الأوراق تشبه زبولي، ولكن الشجرة لن تقدر على الانتحار فلا تستطيع أقتلاع نفسها حزنًا على اوراقها المتساقطة، فلنكن على اتفاق أن التأمل عامل من عوامل التي تساعد المرء على التخلص من الإكتئاب.

لما لم أجعل كل ماحدث لي كأوراق شجرٍ تساقطت ويحفها النبات الأخضر، وأن اعيش بسلام كالشجرة مازالت جامدة صابرة لأمر الله وحكمته .

الذي فارقك اتركه لأرض خضراء تحتويه، أو صديق قد جفا رغم عَتبك له أتركه أيضًا سيعلم قيمة البُعد وقت ما، من أساء معاملتك وجعل التراكمات تتزايد أتركه وستقف يومًا ما تنظر إليه والاذية تقدم له على طبقٍ من ذهب .

هناك مقولة اُرددها دائمًا:
” الشاطر من يعيش حياته مستغلًا لكل صغيرة وكبيرة “

سواء كانت إيجابية او سلبية، حينها ستنام مرتاحًا ، استغل الفراق والحزن وشعورك بالوحده بشيء يجعل منك شخصًا ناجحًا شخصًا كل هذه الأمور بالنسبة له سخافات .

وآخر ما اقول لك: أنت مُرزق بأنك مررت بكل ذلك، وكلماتي أجعلها معك لربما أحسست بإكتئاب يوم ما ستجعلك تتنحى جانبًا عنه، ابشر بما هو خير لك كل صباح، يضيع الكثير من عمرك كل ما تمر به خيرًا لك وأنت لاتدري .

ربنا هو سندك وَليهِ أمرك .

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6693 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.