الخميس , 25 أبريل 2024

كبسولات مهدئة…( أزمة مشاعر)…تكتبها رشا صيرة

= 4436

 

بنعيش حياتنا بنسلم باللى بيحصلنا ونتأمل وضعنا وحالنا بس بننسى الدرس بسرعة ! مشاعرنا بترتبط بالحالة اللى الحياة بتمربيها فى أوقات كتير ! وبتجبرك على مشاعر معينة خارجة عن أرادتك…
فى جملة بتقول ( لا شئ نخسره فى الحرب )!

وقت الحروب بتلاقى الناس من كتر المرض والجوع والموت والفوضى بيكتشفوا أن اللى فارق معاهم أنهم يحسوا بالسلام وأن المعارك تهدئ علشان يعيشوا فى آمان …

وبتنتهى الحرب وبتفضل ذكريات الخراب فى أذهان الناس ، بيأملوا فى أشياء أكتر بساطة ( أسرة مستقرة ، وظيفة ثابتة، طفل آمن ) وبتعيد المساواة فى تعاملتهم مع البشر ترتيب أولوياتهم؛ وبيتعلموا ان الحياة ليست خالية من الألم زى ما كانوا بيأملون لأنهم جربوا معنى الألم الحقيقى والحرمان الحقيقى.

وبتيجى فترة تانية عليهم هى فترات الثورات بسبب أحساسهم بالقمع والظلم ورغبتهم فى تحقيق العدالة …وهنا تركيزهم بيكون على ألم أحساسهم بالظلم !

فى الوقت ده مش بيفرق معاهم مستوى إجتماعى أو حضارى كله سواء فى سبيل تحقيق العدل بيستغنوا فيها عن أشياء كانوا بيدفعوا فيها أموالاً ضخمة وهى مش ضرورية علشان يحققوا عدالة إجتماعية بين البشر …

ولكن الشعور مش بيدوم وممكن يتغير بعد مرور الوقت ففى اللى بيفضل حاسس بغيره وبيدافع عن العدالة وفى اللى الدنيا بتاخده فى تيار تانى !

وبتيجى مرحلة تانية عليهم وهى مرحلة الأوبئة والأمراض اللى فيها شعور الخوف من المرض والموت بيسيطر على الكل وتقدير نعمة الصحة وهنا بيكون شعور واحد بيجتمع عليه كل البشر بيفرق فيه درجة الوعى .

أزمات الحياة هى اللى بتغير مشاعرنا ؛ فكل أزمة بندخلها بمشاعر وبنخرج منها بمشاعر تانية …
ممكن نكون عيشنا الحياة بتعقيد أكتر من اللازم فقدنا فيها معانى كتير فى أرواحنا وبقينا من جوانا لا نحتمل حتى أنفسنا ؛ كل حاجة فى حياتنا أعتبرنا حصولنا عليها بمنتهى السهولة بضغطة من أيدنا على الموبيل بنلاقى كل حاجة بسرعة حتى كلامنا مع اللى بنحبهم ممكن نعوضه برسالة وأحياناً بنكتفى بصورة !

حاصرنا مشاعرنا فى عالم أفتراضى وأجبرناها أنها تشوف وبعدين تحس ! فتاهت لما خرجت للواقع !
عالم الرفاهية أصبح مسيطر لدرجة حرمانك منه أعتبرته فقدان لشئ من أساسيات الحياة !
بقينا بنعمله روتين من غير ما نفكر أنه هيعود علينا بشعور أو احساس مختلف وقت ما نحتاجه !

وغرقنا فى أحلامنا وآمالنا الشخصية ونسينا ان فى مشاعر ! كنا بنهمل وجودها وأحساسنا بيها أو كنا بنبالغ فى اظهارها أو كبتها أو كنا بنلوم غيرنا على مشاعره لمجرد اننا مش واصلين لدرجة شعوره ! لحد ما وصلت لحالة من عدم التوازن !دخلتك فى شعور بالتخبط عند اى ازمة تانية !
وبتيجى الأزمة فعلا وبدخلك فى مراحل كتيرة من الشعور كل واحد بيحس بيها حسب
درجة أستقباله للحدث.

فلو بصيت لنفسك هتلاقى ان مع مرور الوقت أحساسك بأصعب الأشياء قل ! وبدأت تدور على أبسط شئ ممكن تعيش بيه حتى أكلك وشربك بقى اى حاجة تكفيك ؛
و مابقاش همك حتى تفكر فى متع كنت كل يوم بتخرج علشان تلاقيها ومع ذلك بترجع مش مبسوط فهتفهم انك كنت متعود على الفعل مش علشان تحصل على شعور !

فبتلاقى مشاعرك بدأت تنحسر فى حاجات همك فيها انك تعيش بصحة وتحس بآمان ؛؛
فهمك لأزمات الحياة بيمنع عنك كتير من معاناة الحياة وبيخففها عنك ولما بتعدى منها بتنساها وبتبقى ذكرى بالنسبة ليك ولكن اللى هيفضل منها هو الدرس والتغيير المقصود منها لنفسك !

طريقتك فى التعامل مع الأزمة هو اللى هيفرق فى مقدار الألم اللى هتسيب أثره جواك وقدرتك على التخلى عن المشاعر المكبوته وشعور الخوف من الحياة وسيطرة الموقف على الظهور وتفكيرك فى أنك تلاقى شعور آخر مضاد له يحل محله ..

فكل أزمة بتحمل جواها نقلة تحولية فى وعيك فأما تنقلك إلى درجة وعى أعلى ؛؛ أو تهبط بيك لمرحلة اللاوعى !

خسارتك هتتوقف على ما أعتبرته أولوية فى حياتك …!
كل لحظة خسارة لها تاريخ صلاحية …وأنتهائها معناه أنتهاء لحظة الألم اللى صاحبها ومش معناه انتهاء الحياة …!

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 8396  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.