حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
سجل يا تاريخ واكتب يا زمن… أن فيروس الكورونا على ضآلة حجمه الذي لا يرى بالعين المجرده، قد تمكن في وقت قصير من قلب أحوال المصريين كافة.
فبعض أصحاب الفضل أخرجوا زكاة أموالهم وصدقاتهم مضاعفة لمن فقدوا ارزاقهم لتوقف أعمالهم بسبب الوباء ، بينما استغل بعض اللئام وضعاف النفوس هذه الجائحة في رفع أسعار السلع على الناس دون رقيب او حسيب ، حتى أن متاجر الهايبر ماركت، ألغت عروضها الترويجية، وتخفيضاتها المعتادة على الأطعمة، ورفعت أسعار أغلب السلع، بسبب تزاحم الناس على شراء الأغذية تخوفا من فرض حظر كامل للتجول.
وسجل يا تاريخ واكتب يا زمن أن بعض ضعاف النفوس في الأسكندرية قد تلاعبوا بمشاعر البسطاء، المعلقة قلوبهم بالحج والعمرة لبيت الله الحرام، فقاموا بتصميم كعبة وضعَوها في أحد الشوارع الشعبية، ليطوف حولها المشتاقون لزيارة بيت الله، وأقنعوهم أن الأعمال بالنيات، في واقعة دخيلة على المصريين لم تحدث من قبل، ولم يكن لها تفسير سوي أن فيروس كورونا، قد أصاب بعض العقول بالتلف !
وسجل يا تاريخ واكتب يا زمن.. انه في زمن الكورونا أغلقت المقاهي خوفا من انتقال العدوى بسبب التجمعات البشرية وفقد العاملين فيها مصدر رزقهم الوحيد، فتحايل بعض شياطين الإنس على ذلك، بفتح منازلهم وأسطح العمارات بديلا للمقهى، بأسعار مضاعفة لأن ساعة الحظر… ما تتعوضش!
وسجل يا تاريخ واكتب يا زمن أنه في زمن الكورونا، راهنت الحكومة على وعي الشعب المصري وإدراكه لخطورة الفيروس، وسرعة انتشاره، و ضرورة التباعد الإجتماعي، والتزام المنازل حفاظا على صحتهم وحياتهم، فإذا بالزحام يملأ الشوارع، ويوقف الطرق، حتى ان المصاب بالكورونا كان يهرب من مستشفيات الحجر الصحي، ليعود إلى بلدته لحضور جنازة عمه ويتلقي العزاء من عشرات المعزين، دون أن يهتز له جفن، ودون تفسير لتصرفه.. إلا أن الحكومة قد راهنت على شيئ لم يكن موجودا في الأصل.. فخسرت الرهان!
