الجمعة , 29 مارس 2024

همسات نفسية: كيف نقلل الهلع من كورونا؟

= 3865

بقلم: عادل عبدالستار

إن ما نشاهده كل يوم من مشاهد و اخبار من كل دول العالم أمر تهتز له النفس … ويصيبها بالخوف والهلع … والناس تختلف فى درجات خوفها و هلعها
فكلنا نخاف المرض ونحاول تلافيه وتلافي آثاره المعيقة والمزعجة , ولكن بعض الناس تتراوح نسبتهم من 2 إلى 10 % لديهم مايسمى باضطراب قلق المرض Illness Anxiety Disorder, فهم مشغولون بفكرة المرض طول الوقت أو معظم الوقت
وتزداد نسبة هؤلاء الناس في زمن الأوبئة وانتشار أمراض بعينها , خاصة مع زيادة الحديث في وسائل الإعلام عن أعراض المرض ومخاطره والمحاذير المطلوبة تجاهه . وبالتالي يضعف جهاز المناعة لديهم , ذلك الجهاز الذي يشكل خط الدفاع الأوحد حاليا في مواجهة الكورونا خصوصا و أن العلم الى الان لم يصل الى مصل او علاج فعال لهذا المرض

اذن السؤال الآن .. كيف نواجه كل هذا الخوف والهلع؟

اولا: علينا أن نعرف كيف تنظر الناس للامر بشكل عام لان هذا سيساعدنا كثيرا فى التوازن النفسى المطلوب … فلقد أنقسمت الناس الى شرائح متعددة ..
١… هناك من يستخدمون دفاعات الإنكار في مواجهة الحدث , فيعيشون ويتصرفون وكأن شيئا لم يحدث في العالم . وهذا يجعلهم سبب فى نشر العدوى وذلك لعدم التزامهم .
٢… وهناك من الناس أصيبوا بالهلع , وراحوا يقضون وقتهم يتابعون ما تبثه وكالات الأنباء في كل لحظة من أخبار مقلقة وربما مرعبة , ويتابعون عدد الإصابات والوفيات في كل دول العالم
٣… وهناك مطلقوا الشائعات , الذين وجدوا في مواقع التواصل الإجتماعي وجائحة الكورونا فرصة ذهبية لممارسة هوايتهم في إطلاق الشائعات وترويجها

٤… وهناك الإنتهازيون , الذين يستغلون الجائحة لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية , فيركبون الموجة , ويبحثون عن الفرص المتاحة وقت الكارثة ليستغلونها لتحقيق مصالحهم , وهؤلاء يستغلون حالة الخوف لدى الناس لكي يوجهونهم الوجهة التي يريدونها .
٥… و هناك مطلقوا النكات والقفشات , وهؤلاء يساعدون فريق الإنكار في التمادي في إنكارهم , إذ يحولون الأزمة الخطيرة إلى مجموعة إفيهات ونكات وتعليقات ساخرة يتداولها الناس على مواقع التواصل بكثافة شديدة , فتجعلهم في حالة خدر لذيذ حتى يداهمهم الخطر أو الموت وهم يضحكون !!!!
٦… و هناك المبدعون , الذين يحاولون إكتشاف وسائل جديدة للتعامل مع الظروف التي خلقتها حالة الحجر الصحي ومنع التجوال ونقص المال وصعوبات التواصل بين الناس , فيجدون حلولا جديدة لتعطل الدراسة وتوقف الأعمال التقليدية والإنهيارات الإقتصادية الحادة , تلك الحلول الإبداعية تمنح قبلة الحياة للبشرية حتى تنقشع الغمة

الان .. بعد معرفتنا بتلك الشرائح سيساعدك اولا ان تعرف انت من فى هؤلاء .. ومن ثم تتضح لك الرؤية .. ووضوح الرؤية فى حد ذاته يسبب الهدوء النفسى و الطمأنينه

ثانيا: ما هى الاجراءات الفعليه التى يجب ان اقوم بها حتى لا اتأثر نفسيا بما يجرى حولى :

١ … هناك ايه في سورة البقرة تساعدنا كتير في اجتياز المحن والأزمات , يقول تعالى : ” ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” (البقرة 155-157) , وفي هذه الآيات أدوات تأكيد كتيرة .. على حتمية البلاء في الكلمة الأولى “ولنبلونكم” وفي تفصيل مواطن البلاء , أما كلمة “بشئ” فهي تشير الى قدر تحمل البشر أن الإبتلاء يكون جزئيا , وهذا يعطي أمل في السلامة ,
فالأصل في الحياة السلامة وليس الهلاك

٢… الحصول على المعلومات الصحيحية من مصادر موثوقة بخصوص المرض السائد وكيفية انتقال عدواه , وكيفية الوقاية منه
٣… الإحتفاظ بالهدوء ورباطة الجأش قدر الإمكان
٤… اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية , ولكن دون مبالغة

٥… اليقين بأن الأوبئة والكوارث على قدر آلامها وخسائرها فإنها تحمل في طياتها جانبا آخر من الرحمة والعطاء الرباني , وتحمل أيضا فرصا للإبداع الإنساني في استكشاف طرق للعلاج والوقاية
وتغيير أنماط الحياة للأفضل

ثالثا: و هى كلمة للشعب بأكمله … انه و فى هذه المرة أتخذت الدوله الكثير من الاجراءات .. ولم تكن يدها مرتعشه فى اخذ القرار .. رغم غلاء فاتورة تلك القرارات للغايه … الا ان الناس تتعامل مع الامر كما لو انه مسلسل يشاهدونه .. لذلك الان لم يهتموا و لم يتفاعلوا مع نصائح الحجر و عدم الخروج الا للضرورة القصوى … وكآن هذا الوباء سوف يصيب أحد غيرهم … لذلك رسالتى للجميع أن نعى خطورة الامر دون مبالغه ايضا ..ولكن علينا أن نلتزم بكل حرف تقوله الجهات الصحيه … حتى لا نندم حين لا ينفع الندم .

(حفظ الله مصر .. ارضا و شعبا و جيشا و ازهراً)
————————-
* ممرض بالطب النفسى

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 500 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.