الخميس , 18 أبريل 2024

مجدي الشاذلي يكتب: الصمت الرهيب!

= 1166

أخذت التكنولوجيا الكثير من بهجة الحياة، بعد أن نزعت ما كنا نشعر به من مشاعر إنسانية جميلة، وأفقدتنا دفء اللقاء في الكثير من أوقاتنا ومناسباتنا.

فما معنى أن نضغط على شاشة الموبايل لنرسل للآخرين عبارات صامتة مثل صباح الخير، وألف مبروك، وغيرها، لدرجة أن واجب العزاء وتهاني الزواج كثيرا ما نرى البعض يكتفي الآن بأدائها عبر الواتساب والفيسبوك!

إننا نكرر نفس الكلمات الجوفاء، ونطير نفس الرسائل النمطية لمن سبق وأرسلوها لنا..ثم تمضي المناسبة ونحن على صمتنا..لم نتكلم إلا قليلا..ولم نسمع كلمة إلا ممن رحم ربي..ولم نتحاور، أو نتزاور إلا فيما قل وندر.

فهل وجدنا في هذه الوسائل ما يريح بالنا أخيرا، وما يخفف عن كاهلنا عناء الحركة والانتقال من مكان إلى آخر، لأداء الواجبات الإجتماعية الضرورية، رغم ما كانت تشعرنا به من دفء حقيقي في تواصلنا مع الأهل والأصدقاء والجيران وحتى زملاء العمل.

إن استمرار التكنولوجيا وبرامجها الحديثة في وضع الجدران العازلة بين البشر لشىء مؤلم حقا، لكن الأكثر إيلاما منها أن البعض ورغم إدراكهم أن المشاعر من أهم ما يميز الإنسان عن بقية المخلوقات مهما وصلت به تطورات الحياة ومستجداتها..أصبحوا يفضلون صمت القبور وهم أحياء يرزقون!

لكن السؤال المحير الآن:

اذا كان هذا هو حالنا اليوم مع برامج التراسل الفوري وامتلاك كل منا لجهاز موبايل أو أكثر متصلا بشبكة الانترنت..فماذا عن المستقبل القريب..و كيف سيكون أسلوب الحياة على كوكب الأرض بعد عشر سنوات من الآن؟

هل فكرت يوما فيما هو قادم؟ وهل انتابك الشعور بالقلق من مواجهة البشر لما هو أسوأ مستقبلا؟

إن لم تكن قلقا فأنت في خطر!

 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3419 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.