الخميس , 18 أبريل 2024

تشجيع الحرفي العُماني يؤكد معنى الهوية والتراث العُماني والاعتزاز به

= 1587

مسقط، خاص:

يعد التعليم والتدريب والتأهيل من أساسيات المهن والحرف بل عصب النجاح لها، خصوصا إذا توافرت العوامل اللازمة وتضافرت الجهود المطلوبة، كالرغبة والدافع من قبل المستهدفين بالتعليم والتدريب والتأهيل.

ولا تزال سلطنة عُمان تعول على تأهيل القوى العاملة الوطنية الشيء الكثير، انطلاقا من كونهم أداة التنمية والقادرين على قيادة قاطرتها وتحقيق التقدم والتطور لمجتمعهم ووطنهم، وتحقيق مظاهر الرخاء والرفاه، وتأمين عوامل الاستقرار النفسي والمعيشي والاجتماعي.

فمنذ بزوغ فجر النهضة مطلع السبعينيات من القرن الماضي، حظي تأهيل الموارد البشرية باهتمام بالغ من جانب الحكومة العُمانية، وبات هدفا أصيلا وطريقا موصلا إلى النجاح وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وقد حرص السلطان قابوس بن سعيد أيما حرص على أهمية إيلاء الموارد البشرية ما تحتاجه من اهتمام ورعاية وعناية وتعليم وتأهيل وتدريب.

وسيرا وراء هذا الاهتمام، وجنيا لثمار التأهيل والتدريب، أخذ الكثير من قطاعات العمل تقدم صورة وطنية بدت فيها السواعد العُمانية مبدعة ومبتكرة، وأكدت أنها على قدر الثقة وتحمل المسؤولية، في قطاع المهن الحرفية كالصيد والنسيج والصناعات الخزفية والمصوغات وصناعات العسل والتمور وغيرها.

وحين تقام أسواق خاصة بتلك المهن، فإنها تحرز التقدم المأمول، وفي هذا الصدد، بقدر ما ترسمه فعالية سوق الحرف الذي تقيمه الهيئة العامة للصناعات الحرفية خلال الفترة من الـ25 إلى الـ28 من سبتمبر الجاري وذلك في مجمع الواحة بالخوير من صور وطنية رائعة، بقدر ما تبعث على الفخر والاطمئنان والراحة بأن تراث عُمان محفوظ ليس في التاريخ وشواهده، وإنما في العقل والذاكرة والقلب واليد العُمانية، وتأكيد ارتباط الإنسان العُماني بجذوره وأصوله، واعتزازه بتراث أجداده، وتقدير المهن والحرف، والحرص على تطويرها وامتهانها، والنظر إليها على أنها مصدر من مصادر الرزق.

فالفعالية تهدف ـ وحسب القائمين عليها ـ إلى تسويق المنتجات الحرفية العُمانية في مختلف الصناعات الحرفية، وتقديم عروض حية تتضمن آليات إنتاج الصناعات الحرفية ومراحلها، وكذلك لدعم الحرف العُمانية والحرفيين، والتأكيد على أهمية الصناعات الحرفية في التعبير عن الهوية الحضارية والثقافية للمجتمع العُماني، حيث تبرز هذه الفعالية حرص الهيئة على التعريف بالصناعات والمنتجات الحرفية العمانية المختلفة وإبرازها للمجتمع مثل الصناعات الفضية والخشبية والنسيج والفخار والخزف والسعفيات.

كما تركز الفعالية على التعريف بالكوادر الوطنية الشابة والمؤهلة في المجالات الحرفية المختلفة، وتسليط الضوء على المشاريع الحرفية العمانية التي تقوم على إنتاج وتطوير المنتجات الحرفية بصورة مبتكرة تلائم متطلبات العصر من حيث جوانب الانتفاع المتعددة والاهتمام بالقيمة الجمالية وباستخدام خامات من البيئة العمانية وتوليفها بشكل مبتكر.

وإزاء هذا الاهتمام المتنامي بالصناعات الحرفية، يبقى دور المجتمع وأفراده مهماً وعاملاً أساسياً في دعم وتشجيع الكوادر العمانية العاملة في هذه الصناعات، وترسيخ ثقافة العمل، وتأكيد معنى الهوية والتراث العُماني والاعتزاز به.

شاهد أيضاً

الاثنين القادم .. الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية

عدد المشاهدات = 1599 مسقط، وكالات: يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.