الخميس , 28 مارس 2024
السلطان قابوس بن سعيد

تقارير عالمية: سلطنة عُمان ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا

= 1759

مسقط – حياتي اليوم

كشف تقرير التنمية البشرية لعام 2018 الذي صدر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، عن مكانة متقدمة حققتها سلطنة عُمان، إذ تقدمت أربعة مراكز عن العام الماضي لتكون في المركز الـ 48 عالميا من بين 189 دولة والخامس عربيا وخليجيا كما تم تصنيف السلطنة للمرة الأولى منذ إدراجها في التقرير ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا.

ويعد الدليل قياسا مختصرا للتنمية البشرية إذ يقيس متوسط الانجازات المحققة في بلد ما لثلاثة أبعاد أساسية للتنمية البشرية وهي: حياة مديدة وصحية واكتساب المعرفة ومستوى المعيشة اللائق.

ويتم قياس التحسن في مؤشر اكتساب المعرفة بناء على تطوير التعليم ونشره وتجويده والجهود المبذولة للحد من التسرب من التعليم ومكافحة الأمية حيث يقاس بمؤشري متوسط عدد سنوات الدراسة والعدد المتوقع لسنوات التعليم.

وفي هذا الصدد جاءت سلطنة عُمان في المركز الثالث خليجيا وارتفعت قيمة متوسط سنوات الدراسة من 8.1 سنة عام 2016م إلى 9.5 سنة عام 2018م. وارتفعت قيمة مؤشر عدد سنوات الدراسة المتوقعة بالسلطنة من 13.7 سنة عام 2016م إلى 13.9 سنة عام 2018، وجاءت السلطنة في المركز الثالث خليجيا في طول العمر حيث بلغ متوسط العمر عند الميلاد 77.3 سنة، كما بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالسلطنة 36 ألفا و390 دولارا أمريكيا.

الانسان صانع الحضارة

أدركت سلطنة عُمان منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم وعلى مدار 48 عاما، أن الإنسان هو صانع الحضارة، وهو هدف كل تنمية وتطوير وأن التنمية البشرية على رأس عوامل الرقي والتقدم، والوسيلة الناجعة لبناء المجتمع وتحقيق الرفاهية.

فمنذ عام 1970 تتبنى عُمان مفهوماً واسعاً لتنمية الموارد البشرية؛ حيث تضع الإنسان على رأس هرم التنمية، باعتباره الهدف والغاية، وليس وسيلة فقط لتحقيقها حسب المفهوم التقليدي للتنمية، لهذا اهتمت كافة خطط التنمية السابقة بتنمية الموارد البشرية وفق هذا المفهوم الواسع.

ومن خلال انتهاج سياسات وآليات عملية متكاملة لتنمية الموارد البشرية، نجحت عُمان في مسايرة ومواكبة معطيات القرن الحادي والعشرين، إذ تتركز الجهود على تنمية الموارد البشرية بأوسع معانيها.

إذ تتسم استراتيجية التنمية البشرية في سلطنة عُمان بالشمولية ولا تقتصر على تطوير الكوادر الوظيفية والمهارات المهنية المختلفة، وإنما تبدأ نظرياً وعملياً من المدرسة؛ حيث يبدأ العمل على بناء جيل قادر على التعلم المُستمر وتحمل مسؤولية التنمية وبناء الوطن، والتعامل مع الحياة العصرية ومُعطياتها التقنية.

وتضمنت الخطط الخمسية العُمانية من الأولى وحتى التاسعة اهتماً خاصاً بالعلم والتعليم، وترجم ذلك ليس فقط في زيادة عدد المدارس والجامعات من الناحية الكمية، وإنما في نوعية المحتوى العلمي، فتم ابتعاث البعثات العلمية إلى الخارج، للاستفادة من التطورات التقنية والتكنولوجية، وحققت السلطنة مراكز دولية متقدمة في مجال الأبحاث والاختراعات العلمية.

وتبنت سلطنة عُمان نظام تعليمي قادر على تنمية القدرات الإبداعية للطلاب وتعظيم قدراتهم على التخيل والابتكار والتفكير بعيداً عن عمليات التلقين والحفظ والتكرار، وكذلك انتقال المبادرة من المعلم إلى المتعلم، ومن التعليم إلى التعلم، وبالتالي التركيز على ثقافة الإبداع دون ثقافة الذاكرة.

ولم تحقق سلطنة عُمان هذه المراكز المتقدمة من فراغ وإنما نتيجة جهود متواصلة في: التركيز على جودة التعليم، وتوسيع قاعدة التعليم التقني والتكنولوجي ذي الأبعاد المرتبطة بالتنمية، ولعل تأسيس جامعة عُمان يمثل ترجمة حقيقية لهذه التوجهات الجديدة، إذ تكون الدراسة التعليمية مرتبطة بالواقع أي بالمصانع والشركات والمؤسسات الخدمية القائمة، وذلك من شأنه أن يسهم في تخريج أجيال مستوعبة للواقع وتطلعاته.

فضلاً عن تركيز السلطنة في خططها المستقبلية على التنمية الاجتماعية خاصة في جوانبها المتعلقة بمعيشة المواطن بما يتيح المزيد من برامج التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة الإنتاجية والتطوير العلمي والثقافي والمعرفي والسعي بفعالية لتوفير فرص عمل منتجة ومجزية للشباب العماني، وتركيز الجهود على تحسين الاندماج الاجتماعي وصولاً إلى هدف التشغيل الكامل للقوى العاملة الوطنية.

شاهد أيضاً

سلطنة عُمان تواصل تنفيذ مشروعاتها السياحية وإطلاق حزمة ترويجية تستهدف الأسواق الخليجية والخارجية

عدد المشاهدات = 14212 مسقط، وكالات: تواصل سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التراث والسياحة، تنفيذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.