الخميس , 18 أبريل 2024

عدت يا يوم “التخلي”!

= 1806


11 فبراير 2011، تاريخ لن ينساه المصريون، ربما يشبه في الذاكرة المصرية يوم وفاة عبدالناصر، واغتيال السادات، ومن قبلهما خلع الملك فاروق وخروجه من مصر على متن اليخت المحروسة.. هي أحداث غير متوقعة بالمرة..ولم تخطر ببال المصريين للحظة قبل حدوثها.

في ذلك اليوم..وقبل 4 سنوات تماما..كانت مصر كلها تترقب..هل سيتنحى الرئيس حسني مبارك فعلا؟ وهل سيوافق على مطلب "ثوار 25 يناير" ويلبي نداءهم "إرحل..إرحل"..!

شريط ذلك اليوم يمر الآن من أمامي بكل تفاصيله..والسيارة الملاكي السوداء تمرق على كورنيش النيل..وفيها نحو أربعة أشخاص يصرخون من زجاج السيارة "حسني مبارك مشي..حسني مبارك مشي"..كنت أتساءل من هؤلاء؟..هل مشى مبارك فعلا؟..ثم من الذي أعطاهم هذه المعلومة الخطيرة ليبثوها حصريا للمارة على الكورنيش؟

..وكالعادة لم أجد إجابات على أسئلتي، مثلما لم نجد إجابة واحدة على أي سؤال منذ 25 يناير 2011.

كان الوقت مايزال مبكرا على توقع ما سيجري في ذلك اليوم..فالبلد في حالة شلل تام..وسجالات تصل حد الشجار في دهاليز القصر الجمهوري..والمجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن إنه في حالة إنعقاد دائم – بدون مبارك – ولأول مرة سمعت زقزقة العصافير تتعالى بوضوح في ميدان عبدالمنعم رياض..وكأن الميدان يتأهب لميلاد مرحلة جديدة في تاريخ مصر!

في المساء..تعلقت أنظار المصريين بشاشات التليفزيون..وبعد سلسلة تأجيلات متتالية لخطاب الوداع المنتظر..كان مبارك قد غادر القاهرة متجها إلى شرم الشيخ..وأطل علينا بدلا منه نائبه عمر سليمان ليلقى علينا البيان الذي غير وجه مصر..

قرر الرئيس محمد حسنى مبارك "تخليه" عن منصب رئيس الجمهورية..و"تكليف" المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد..والله الموفق المستعان!

إذن فعلها مبارك وتخلى..والآن..حين أنظر إلى المشهد العام في مصر بعد مرور 4 سنوات على ذلك البيان الشهير.. أجدني مدينا بتهنئة واجبة: كل "تخلي" وانتوا بألف خير!

مجدي الشاذلي

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 18780 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.