السبت , 20 أبريل 2024

كوثر الهواري تكتب: المثقفون يتحدون ضد الارهاب

= 1891

—-

شهد العالم في السنوات الأخيرة تفشي في ظاهرة الارهاب والتطرف الديني بسبب الأفكار الهدامة والدخيلة على المجتمعات العربية، وظاهرة التطرف ليست وليدة الظروف الراهنة في هذا العصر وإنما هي موجودة منذ القدم في المجتمعات العربية والغربية نتيجة الجهل والتخلف والتصعب ,والفقر ,وكان علي المثقفين ان يتحدوا ويتصدوا للارهاب.

فالمثقف عليه حقوق مضاعفه تجاه وطنه لقدرته علي التعبير عن ارائه , وتوصيل فكرته عن الاشخاص الاخرين فعلى المثقفين ورجال الدين صياغة الخطاب بشكل جذاب ليعطي طاقة ايجابية للمتلقي.. فالارهاب له صوره المتعددة هي الارهاب الفكري ,والديني ,والسياسي, والارهاب الاعلامي الذي يدعو الي ثقافة العنف ,وتكفير الاخر فالارهابي الذي يقوم بتفجير نفسه ليس ساعيا وراء المال ولكن تملؤه عقيدة مسمومه بتكفير الاخر,و شعور الجماعة الارهابية بالنبذ والظلم والبحث عن استرجاع حقوقها بطريق القوة الوحشية والتأثر بالنص الديني وتلك النصوص التي تبيح دماء ,واموال ,واعراض غير معتنقي الدين او المذهب الذي يتبناه الارهابي ,وغطرسة الدول العظمى ,وسعيها في تعزيز نفوذها ,وسطوتها ,وهيمنتها على الدول الضعيفة من خلال زرع الخلايا الارهابية الضاربة في أمن ,وسلامة تلك الدول, واجبارها ان تستغيث بقوة نفس الدول الراعية للإرهاب ,وقيام الدول الراعية للإرهاب بتحطيم اقتصاديات الدول الصغيرة من خلال ضرب , وخلخلة الامن فيها عبر تدريب ,وتهيئة الخلايا الارهابية الناشئة اساساً على ثقافة الدم ,والمتأثرة بالنصوص الدينية المتشددة.

فتزداد الدول القوية قوة وانتعاشاً علي رفات الدول الضعيفة فانتشار الجهل في الدول النامية جعلهم فريسه سهله في يد اصحاب الاجندات الخاصه والاطماع في خيرات الدول العربية للحصول علي الغاز الذي في اعتقادي هو سبب جميع ثورات الربيع العبري , ولتجفيف منابع الارهاب يجب مراعاة ممارسات الحكومات إزاء شعوبها ,وممارسات الدول العظمى إزاء دول العالم الضعيفة , و الكف عن تبرير الجريمة ,والجريمة المشروعة وان تقوم الحكومات بتطبيق الدساتير ,وانصاف شعوبها والقضاء على مسوغات اتخاذ العنف كوسيلة شعبية لاسترجاع حقوق او تنفيذ مطالب معينة , فالحكومات التي تحتضن شعوبها وتشعرهم بكرامتهم ,وحرياتهم ,وتمنحهم الحقوق او تمنحهم فرصة التعبير عن آرائهم تكون اقل عرضة , وتهديد لانتشار الارهاب في تجريم الفكر المتطرف دستورياً من خلال قوانين تشرعها البرلمانات التشريعية في العالم العربي بأكمله.

تحديث النصوص الدينية من خلال الغاء وحذف وشطب كل نص يدعو للقتل والاقتتال المؤديان لنهب وسلب الاموال وانتهاك الاعراض ظلماً وجوراً وتشمل النصوص الاسلامية والمسيحية واليهودية ,وغيرهم.

حصر السلاح بيد الدولة فقط , ولا يجوز ان ندعو للقضاء على الارهاب ونحن نرعى من يحمل السلاح بغير مسمى ويمارس الجريمة لشعوره بعدم حماية الحكومات له مثل الجماعات المسلحة في الدول الافريقية ,وغيرهم والتساؤل الذي يطرح هنا: لماذا نشأت وتفرعت الجماعات الارهابية والتصقت بأسم الإسلام فقط ؟!! هل المراد بها تشويه الاسلام ..وان كان هذا التشويه مقصوداً فانه يتطلب تعزيز المعالجة الايدلوجية الفكرية, وبالتالي فان الحرب في احد جوانبها المهمة فكرية عقائدية وايدلوجية خالصة و مقصودة علي الاسلام بعينه فهم يصنعون اسلام مسخ ليخدم اغراضهم واشخاص لا ينتمون الي الاسلام بكل معانيه السامية المتسامحة فيلعبون بالشعوب كعارائس المارونيت مسلمون يقتلون بيد متأسلمين .

وهناك بعض التوصيات التي يجب تفعيلها بشكل سريع لمواكبة التنمية في مصروالتي جاري التفعيل بعضاُ منها ,والاهتمام بالاسرة من المنبع ومحاولة وضع برنامج يهتم بتثقيف الاسرة في تربية البراعم الصغيرة علي اسس الدين الوسطي المتسامح وبث الروح الوطنيه بهم.

دور المدارس والجامعات في تصنيف المناهج وتغيرها علي المستوي الفكري والتطور الزمني وتوفير مساحة ومحاضرات تثقيفية للطلاب وبث الروح الدينية والانتماء الوطني بشكل جاذب للشباب وتنظيم الرحلات التثقيفيه والترفيهيه للاماكن التي تم بها مشروعات قومية كبري لتدعيم روح الانتماء وحب الوطن والتصدي لحروب الجيل الرابع والاشاعات ربما بعض الشباب لا يدركون اننا نخوض حرب ضروس وتائهون عنما يحدث الان ويقعون فريسة للاشاعات المغرضة المنتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي.

أما علي المستوي الادبي والابداع بخاصة الشعر والقصة والرواية حالة تغييرية لمفاهيم ومشاعر سائدة بين الشباب والارتقاء باذواقهم وافكارهم وجعلها بناءه وراقيه فان الاعمال الادبية التنويرية يجب ان تهتم بالجوانب الشخصيات وابطال القصص كمثل يحتاز به حتي يشعر القاريء انه تلك الشخصية التي يحبها ويتعامل معها والقصيدة الجيدة تقدم حالة شعورية عارمة بالمشاعر في عالم القارئ الداخلي، ومشاعر أكثر سموا وطهارة، لأن الجمال الساحر يأسر خيال القارئ والسامع، و عندما ترتقي النفس لا تقتل ولا تبطش.

لذا فإن دور المثقفين لا يقل دورهم عن الجندي في ميدان القتال لأجل النهوض بأوطاننا.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4344 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.