الخميس , 25 أبريل 2024

صحف عالمية ومحللون سياسيون: أدوار استراتيجية مهمة لسلطنة عُمان تنفيذا لسياسات السلطان قابوس

= 1095


نيويورك تايمز: السلطنة في المرتبة الأولى عربيا لما تتميز به من أمان واستقرار على امتداد ربوعها

  مجلة نيويركر: عُمان تعمل فى صمت وتقوم بمبادرات ايجابية لحل الخلافات والأزمات الدولية


 مسقط – حياتي اليوم

واصلت الصحافة العالمية الإشادة بمواقف السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وبسياساته الحكيمة والثابتة .

وفى هذا الإطار صنفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية السلطنة في المرتبة الأولى عربيا، والعشرين على المستوى الدولي كمقصد سياحي،  لما تتميز به من أمن وأمان واستقرار، على امتداد ربوعها، ولما يتميز به الشعب العماني من كرم ضيافة وترحيب بالتواصل مع الشعوب الأخرى، وهو تصنيف يضاف إلى ما تحظى به السلطنة من مكانة متزايدة على الصعيد الدولي  .

في سياق متصل نشرت مجلة نيويركر تحليلا عن سلطنة عُمان ذكرت فيه أنه ليس هناك أي قائد يحظى بحب شعبه كالسلطان قابوس. وأكدت أنه نجح خلال فترة حكمه في نقل سلطنة عمان من بلد غارق في حرب أهلية ولا يملك سوى بضع كيلومترات من الطرقات ،إلى دوله عصريه حديثه تتنامى فيها الطبقة الوسطى ،كما أصبحت السلطنة  بلدا لم يسبق لشعبه أن نعم بالسلام والرخاء كما نعم بهما منذ أن تولى  السلطان قابوس مقاليد الحكم.

كما أكدت علي أهمية السياسات التي يوجه بها والتي تضطلع  سلطنة عُمان وفقا لها  بادوار بالغة الأهمية ،كما  تنفذها  فى هدوء حيث تقوم بمبادرات عديدة ناجحة  تسهم فى دعم السلام  ،مع  طرح خيارات و اقتراح آليات عملية يؤدي الأخذ بها إلي حل الخلافات  بين أطراف الأزمات  الإقليمية  والدولية.

تناولت المجلة تطبقا عمليا على ارض الواقع لذلك ، وهو يتمثل فى دور السلطنة الحيوي  في المفاوضات حول الملف النووي الايرانى بين   طهران وأمريكا و الدول الأوربية ،  وأشارت  إلى  أن واشنطن تلجأ إليها لكي تقوم بمبادرتها الايجابية المعهودة .

علي سبيل المثال حينما اتضح أن الجلسة التى عقدت فى 24  نوفمبر الماضي لن تأتي بالنتائج المرجوة ، تدخلت السلطنة وقامت بمحاولة ناجحة لإقناع المشاركين فيها بتمديد المفاوضات فاستجاب الجميع ووافقوا علي المقترح العماني  ،ونتيجة لذلك تقرر بالفعل مد أجلها حتى شهر مارس المقبل .

كما ذكرت المجلة أن كل من إيران والولايات المتحدة كانتا تتجهان نحو المواجهة ،في السنوات الأخيرة  ، ورغم ذلك عملت السلطنة فى صمت واتخذت الخطوات اللازمة لتقريب وجهات النظر، كما نجحت جهودها -على سبيل المثال فى عام 2011 – في التوصل الى اتفاق على إطلاق سراح  مواطنين أمريكيين اعتقلوا في إيران ، وقد دفعت السلطنة حينها كفالة الأمريكيين والتي حددت قيمتها بمليون دولار ، يعتبرها العمانيون اليوم بفخر استثمارا في السلام.

على ضوء ذلك يؤكد المحللون السياسيون من جانبهم أن سلطنة عمان تواصل القيام بأدوار مهمة تستهدف دعم الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي من خلال تفعيل أداء دبلوماسية القوة الناعمة العمانية تنفيذا لسياسات السلطان قابوس.

على سبيل المثال أعلن منذ أيام مصدر مسئول في وزارة الخارجية فى سلطنة عمان  : أنه مساهمة من حكومة السلطنة في دعم الجهود الدولية لتسوية قضية المحتجزين في معتقل جوانتانامو لدواعٍ إنسانية وبعد التنسيق مع الحكومة اليمنية وصل إلى السلطنة أربعة يمنيين أفرج عنهم من المعتقل المذكور وذلك للإقامة المؤقتة.

الجدير بالذكر أن سلطنة عمان كانت قد نجحت فى مراحل سابقة فى انجاز اتفاقات أخرى بين أمريكا وبريطانيا وإيران لتبادل إطلاق سراح محتجزين من رعايا الدول الثلاث ، و هو ما تم استجابة لدور السلطنة فى المجالات المتعلقة بالمشاكل العالقة خاصة ذات الطابع الإنساني وما يرتبط منها بحقوق الإنسان.

جولة مباحثات جديدة

فى سياق متصل ما تزال تتتابع فى العواصم العربية والعالمية  الأصداء القوية  التى بدأت  بعد اللقاء الذي عقده  السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بمقر إقامته في  ألمانيا  ،منذ أيام ،مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ، فقد تم بينما كان كيري ومحمد جواد ظريف  وزير الخارجية الإيراني   يستعدان لجولة   من المباحثات في جنيف  ،تمهيدا لعقد اجتماع جديدة بين ايران  و الدول الكبرى، ضمن المجموعة التي باتت تعرف بمسمى (5+1).

كما أوضح المحللون السياسيون أن جهود حل قضية  الملف النووى الإيراني تم طرحها في لقاء السلطان قابوس ووزير خارجية أمريكا،حيث تواصل سلطنة عمان  القيام بأدوار مهمة تسهم  في دعم سياسات حسن الجوار ، وإثراء حوار الحضارات ،وتعزيز التعاون الدولي بين كافة الشعوب وجميع البلدان .

سياسات ثابتة

ويؤكد المحللون أن توجهات السلطنة تعبر منذ سنة1970  عن سياسات ومبادئ ثابتة لا تتغير ولا تتبدل مع تقلبات المتغيرات والمستجدات الآنية  ،وتطبيقا لذلك فقد اهتم السلطان قابوس على مدار أربعة عقود وأربعة  أعوام  وحتى اليوم بترسيخ أسس قوية لعلاقات وثيقة مع مختلف دول العالم، كما يقوم بجهود مكثفة وبمبادرات ايجابية تاريخية تسهم فى تحقيق الاستقرار الاقليمى وصون السلم العالمى  ، مع إدانة الإرهاب والتطرف ، والعمل على مواصلة  تفعيل التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجى  . كما يقدم دعما غير محدود لمواقف جميع دول الوطن العربى والأمة الإسلامية وفى مقدمتها مصر  .

حقائق تاريخية

على هذه الأسس كلها يؤكد خبراء السياسة الدولية على حقائق راسخة مؤداها أن لمواقف السلطنة تأثيرات مهمة على خريطة العلاقات الدولية، تتطابق دلالاتها تماما مع انها تشغل موقعا استراتيجيا بالغ الأهمية على خريطة العالم وفقا لكل مفاهيم "الجيوسياسية" ومعطيات التاريخ والجغرافيا، فى منظومة فريدة تعبر عما يصفونه بالجمع بين عبقرية الزمان والمكان ، لاسيما وأنها تعد ايضا واحة للسلام والاستقرار وقلعة للدبلوماسية الهادئة والحكيمة، فى عالم يموج بالصراعات والأحداث الهادرة والمتلاحقة. تعبيرا عن ذلك فإن للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان عبارة مأثورة قال فيها منذ سنوات: "ليس لدينا أي خلافات، وأيضا نحن لا نصب الزيت على النار في أي اختلاف في وجهات النظر مع أحد".

من جانبهم يؤكد المحللون السياسيون أن هذا الأداء رفيع المستوى يتميز بأنه يعكس حرصا بالغا من السلطنة على العمل فى صمت ، وبمعزل عن صخب ماكينات الإعلام الدعائي المدوية التى تفسد فى أحيان كثيرة جهودا غير عادية، خاصة وأنها لا تلقى بالا للتباهي إعلاميا بانجازاتها ولم تسع يوما إلى ذلك، إنما تترك هذه الانجازات لتتحدث عن نفسها بنفسها، لأنها لا تهتم بسياسات الطنطنة الإعلامية.

محاور ارتكاز

و لقد حدد السلطان قابوس – منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى – محاور ارتكاز سياساتها والتى تعكس فى مجملها التمسك بجميع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل لحقوق السيادة التى تتمتع بها كل دولة.

فى هذا السياق أوجز رؤيته لتلك القضايا فى عبارة قصيرة، وردت في حوار أجرته معه شبكة فوكس نيوز فى سنة 2012 وقال خلاله: لا يستطيع أحد أن يعيش بمفرده في عالم اليوم.

ان لهذه الكلمات الموجزة دلالات كثيرة أهمها أن السلطنة حريصة على الانفتاح على حضارات العالم وأنها قادرة على التواصل مع مختلف البلدان والتحاور معها بلغة العصر، الى جانب أنها على أهبة الاستعداد للقيام بمبادرات من أجل حل المنازعات الإقليمية والدولية لاسيما التى تهدد مصائر الشعوب.

على سبيل المثال ساهمت في التوصل الى اتفاقيات النفط مقابل الغذاء التى كانت انجازا مهما لصالح الشعب العراقى الشقيق بعد حرب الخليج. وأخيرا وعلى مدار الأسابيع الماضية أكدت العديد من التقارير والتحليلات أهمية الدور الذى قامت به وأدى الى التوصل الى انفراج أزمة الملف النووي الايرانى.

 علاقات وثيقة

وفى اتجاه مواز، تمثل العلاقات المصرية – العُمانية محور ارتكاز مهم فى الأمة العربية، ونموذجا يحتذى به، لاسيما وان الصلات الوثيقة بين البلدين تعود الى فجر التاريخ، ومنذ أعوام بعيدة تجاوزتا كل المراحل التقليدية في العلاقات الثنائية علي خلفية حقائق التاريخ ومعادن الرجال وصلات الدم والنسب والمصاهرة التي بدأت منذ قرون.

على ضوء ذلك تعكس السياسة الخارجية للسلطنة ملامح شخصية الإنسان العمانى وخبراته التاريخية، فاتسمت بالهدوء والصراحة والوضوح على خلفية احترام الشرعية الدولية، مع التمسك بعدم ازدواجية المواقف، فلا تناقض مطلقا ما بين القرارات التى تشارك فى اتخاذها داخل قاعات الاجتماعات المغلقة، وما بين المواقف التى تعلنها عبر وسائل الإعلام.

 حلول سلمية

لقد أكسبها ذلك ثقة الزعماء والحكومات والشعوب، وأتاح لها الفرصة للإسهام بفاعلية فى المساعى الرامية الى التوصل إلى حلول سلمية وعادلة للكثير من المعضلات الدولية الشائكة خاصة وأن منطقة الخليج شهدت العديد من المواجهات بالغة الحدة إلى حد أنها هددت أمن وسلامة واستقرار المنطقة بأكملها لاسيّما إبان حربى الخليج الأولى والثانية.

كما حرصت السلطنة أيضا على تحقيق التوازن فى علاقاتها الخارجية فقد اختارت البديل الصائب برفضها الانحياز إلى أى محور، فى مواجهة أى تجمعات أخرى مضادة. تأكيدا على ذلك تبنت خيارا استراتيجيا وموقفا وسطيا معتدلا يعبر عن الحرص على إقامة علاقات تتسم بالإيجابية مع مختلف الأطراف بما فيها الدول الكبرى.

لم تكتف بالدعوة الى هذه التوجهات إنما حولتها إلى واقع مادى تأكيدا على التمسك بخصوصية الهوية العمانية واستقلال القرار الوطنى وبمواقفها الثابتة التى تعبر دائما عن الحـرص على تحقيق الأمن والاستقرار لكى تتفرغ الشعوب للتنمية.

لهذا استطاعت مد جسور من العلاقات الوثيقة مع مختلف البلدان، مع الاحتفاظ بقدرة هائلة على حرية الحركة والاستعداد لتبنى المبادرات الشجاعة والناجحة التى تجمع ما بين العقلانية والحكمة والجسارة السياسية، مما يؤهلها دائما للتصدى لمعالجة وإدارة الملفات الصعبة، خاصة وأن الندية الكاملة هى الصبغة الأساسية التى تميز التعامل بينها وبين كل الأقطار فى ظل تمسكها بسياسات الحياد الايجابي ورفض كل صيغ الاستقطاب مع المرونة فى التعامل مع المستجدات.

وتأكيدا لذلك كانت هى أولى الدول الخليجية التى أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع روسيا وذلك عام 1985.

حقائق مهمة

على صعيد آخر يسهم السلطان قابوس بدور إيجابى مهم فى توجيه مسيرة التعاون الخليجى وتصويب مساراتها من اجل تحقيق المصالح الحقيقية لشعوب المنطقة. ويؤكد المحللون السياسيون أن مواقفه ذات أهمية بالغة لأنها كفيلة بأن تقود المنطقة بسلام وسط الأمواج العاتية للتحديات السياسية الراهنة وعواصف المتغيرات الإقليمية والدولية لترسو شعوبها على بر الأمان.

نتيجة لذلك فإن الدبلوماسية العمانية تحقق يوما بعد يوم المزيد من الانجازات السياسية من اجل المحافظة على منظومـة التعاون المشترك القائمة حاليا. وتؤكد كل المؤشرات على نجاح جهودها التى استهدفت على مدار عقود من الزمان حماية تلك المنظومة من التعرض لأى خطوات غير مضمونة العواقب، لأنها تطرح دائما رؤى بعيدة المدى من أجل الحفاظ على مكتسبات شعوب دول مجلس التعاون الخليجى التى تحققت على ارض الواقع.

اختيار استراتيجي

فى اتجاه مواز واصلت السلطنة تبنى مواقفها الثابتة وطرح مبادراتها الإستراتيجية التى تستهدف تحقيق الاستقرار فى المنطقة وان يسودها الرخاء.

لقد بادرت فى هذا الإطار بتقديم خيار حضارى للبدائل والآليات التى يجب إتباعها على صعيد العلاقات الثنائية بين الدول المتجاورة ويتمثل ذلك الطرح المتفرد فى العمل على التوصل منذ سنوات إلى اتفاقيات لترسيم الحدود المشتركة. لم تكتف بالدعوة إلى هذا التوجه إنما اتخذت مبادرات عملية أثبتت إمكانية تحويله إلى واقع مادى حيث توصلت بالفعل إلى اتفاقيات مع جميع الأقطار التى تشاطرها الحدود الجغرافية.

من هنا فإن مواقف السلطان قابوس وسياساته رسمت خريطة طريق مستقيم، كما أنها تمثل نموذجا يحتذى به فى ظل وجود طرح استراتيجى يضمن صون السلام، وتطوير العلاقات وتحويل المناطق الحدودية إلى جسور مودة ومعابر خير ونقاط تواصل بين الشعوب، بدلا من أن تكون جبهات للحروب وبؤر مشتعلة تتأجج فيها النيران وتنشر الإرهاب والفتن وتلتهم الأخضر واليابس وتحرق معهم أحلام وآمال الشعوب ومستقبل أجيال لا ذنب لها.

آليات تنفيذية مبتكرة

يرى المحللون أن سياسات السلطنة تجمع ما بين تبنى مواقف ثابتة وبين اختيار آليات تنفيذية مبتكرة وغير تقليدية لإثراء حوار الحضارات عبر إقامة ما يمكـن وصفه "بـقنوات اتصال الدبلوماسية الثقافية".

تؤدى مبادراتها فى ذلك الاتجاه إلى تحقيق المزيد من التقارب بين أبناء البشرية. من هنا فهى تتكامل مع جهودها فى مجال السياسة الخارجية، ولذلك تتوالى العديد من الفعاليات العُمانية فى العواصم العربية والعالمية تأكيداً على الاهتمام بالانفتاح على ثقافات الشعوب، وهى ترقى إلى أن تعد مهرجانات حاشدة. لقد ترددت أصداؤها ما بين بريطانيا وأمريكا واستراليا، مرورا بإسبانيا، وروسيا وفرنسا.

شاهد أيضاً

الاثنين القادم .. الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية

عدد المشاهدات = 6968 مسقط، وكالات: يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.