الخميس , 25 أبريل 2024

جيهان السنباطى تكتب: جرأة هدير..!

= 2005

Gehan Sonbaty


تشابهت قصة الناشطة السياسية هدير مكاوى عضو حركة 6 ابريل التى أنجبت بدون زواج رسمى – من شخص أحبته ثم فاجأها برفضه الاعتراف بهذا المولود – بقصص كثيرة مماثلة أثارت جدلا واسعا فى المجتمع وانقسمت الآراء حولها بين مؤيد لهدير يؤكد انه لايمكن إلقاء اللوم عليها فقط فى ظل هذا المجتمع المنحاز للرجال وبين معارضا لها يرى ان هذا الطفل ابن سفاح يتحمل خطأ وجوده الأب والأم مؤكدين انها أجرمت فى حق الصغير ولا تستحق هذا التعاطف المبالغ فيه.

وبغض النظر عن كون هدير مخطئة أو مصيبة، فإن قصتها فتحت الباب على مصراعيه أمام المجتمع كى يكشف خباياه ويراجع افكاره، وخاصة فيما يخص الزواج العرفى فلابد أن نعترف ان الزواج العرفى آفة هذا الزمان فى مصر بعد أن وصلت الأرقام -طبقا لإحصائيات رسمية خلال الخمس سنوات الأخيرة- لأكثر من مليون حالة زواج عرفى، أكثرهم من طلاب الجامعات والمدارس. 

وفى ظل نغمة حرية الشباب والتقليد الأعمى للأفكار الغربية، والتى أدت إلى انفصال بعض الشباب عن أهاليهم بدعوى الاستقلال ازدادت الانحرافات الاخلاقية فكان الزواج العرفى اسهل طرق الرزيلة، واصبحت الفتاة تفرط فى اعز ماتملكه تحت دعاوى تلك الحرية الزائفة، وتقضى شهورا او سنوات فى علاقة محرمة قد تنجم عنها اطفالا بؤساء سرعان ما يلفظهم الأب الزائف ويرفض الاعتراف بهم امام المجتمع !

وقد وصل عدد هؤلاء الأطفال – طبقا لإحصائيات رسمية – إلى أكثر من مئة ألف طفل خلال الخمس سنوات الأخيرة، هم مجهولو النسب ويصبحون عبئا على الدولة، ومن هنا تمتلئ مؤسسات دور الأيتام ورعاية الطفل بالكثير من هؤلاء الأطفال، وهم فى حاجة إلى التبنى، ولكن يظل الكثيرون منهم داخل الملاجئ، ترعاهم  دور الأيتام ومؤسسات المجتمع المدنى.

 ومن هنا ندق ناقوس الخطر، لخطورة ظاهرة الزواج العرفى والأطفال مجهولى النسب الذين يتحولون إلى قنابل موقوتة عندما يقعون تحت سيطرة عصابات الجريمة أو جماعات الإرهاب التى تستخدمهم فى تنفيذ العمليات الإرهابية، ولذا نطالب مؤسسات الدولة برعاية هؤلاء الأطفال وتعليمهم ليخرجوا إلى المجتمع رجالا صالحين. 

وحينما يتعلق الأمر باستقرار المجتمع فلا حرية شخصية للشباب الذى تحركه شهواته ورغباته ويكون سببا فى زراعة نبتة بشرية فاسدة تخرج على المجتمع رافضة له ناقمة على عاداته وتقاليده ودينه متمردا شرسا ينتظر الوقت المناسب لبث سمومه فى هذا المجتمع الذى حكم عليه فى السابق بأنه من المنبوذين المرفوضين مجتمعيا.

فلا تغركم جرأة هدير، ولاتلتمسوا لها العذر، فهى لاتستحق هذه الرحمة، وكذلك لاترحموا آدم فهو مخطىء مثلها وربما خطأه أكبر منها لأنه استحلها لنفسه وتمتع بها وهو يعلم انها علاقة محرمة، وحينما طالبته بالاعتراف بالطفل البرىء – الذى لاذنب له سوى انه ابن لأب أنانى لايحب إلا نفسه – رفضها هى وطفلها وتخلى عنهما وتركهما لمجتمع لن يرحمهما فأين هذا الحب الزائف الذى استغل معانية المقدسة للوصول الى غرضه الدنىء من تلك الفتاة المغفلة ؟

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3460 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.