الجمعة , 29 مارس 2024

هبة حسين تكتب: أبناؤنا..وفيتامين «لا» !

= 1172

Heba Hussain

هبة حسين

 

ماذا حدث لأبنائنا ؟.. شكوي يرددها كثير من الآباء والأمهات ..  زمان كان البيت  يضم 10 أولاد وبنات نشأوا بطريقة صحيحة والآن البيت فيه ولد وبنت  والأهل غير مسيطرين ! أين الخطأ ؟

الحل وجده عالم نفس بريطاني ولخصه في فيتامين لم نسمع به من قبل ولا يستطيع منحه سوي الآباء والأمهات.. انه كلمة «لا» التي يراها مهمة لنمو الأطفال فنقص هذا الفيتامين يدفع  المجتمع ثمنا باهظا له . 

علي سبيل المثال يمنح الأب ابنه كل ما يريده أملا في أن يراه دوما سعيدا حتي لو اقتضي الأمر تحميل نفسه فوق طاقتها ولكنه يكتشف أن طفله غير سعيد بل يبدو عبوسا عنيدا متقلب المزاج ويعاني من صعوبة التواصل والانسجام مع باقي الأطفال ونادرا ما يعبر عن أي تقدير أوامتنان تجاه والده. 

وقد يعتقد الأبوان أن ابنهما مكتئب أويعاني من مرض ما أويحتاج لعلاج ولكن للطب النفسي رأي آخر، فالصغير يعاني من مرض «اشباع الرغبات» وعلاجه هو جرعات ثابتة من فيتامين «لا». 

هذا المرض يؤدي لنوع من الادمان وبالتالي يعتاد أبناؤنا مستوي ماديا معينا قد لا يمكننا مجاراته عندما يصبحون بالغين. والأخطر أن معظمهم يحصلون علي ما يريدون دون بذل أي جهد أوتحمل للمسئولية ولكن بالبكاء والالحاح والتحايل. وهكذا نعلمهم أنه يمكن الحصول علي أي شيء دون تعب مما  يكسبهم سلوكيات سيئة.  

ويؤكد عالم النفس «جون روزموند» أستاذ علم نفس العائلة في جامعة بريجر، أن هذا التحليل يفسر لماذا نجد أن الصحة العقلية لأطفال الخمسينيات الذين كانوا يحصلون علي أقل بكثير مما يريدون تتفوق علي عقول الأجيال الجديدة. 

ويربط بين زيادة تساهل الآباء والأمهات في العقود الماضية مع أبنائهم وبين ارتفاع معدلات الاكتئاب بين الأطفال والمراهقين، فالذين ينشأون علي فكرة جني الأشياء دون مقابل يتسمون بالجفاء العاطفي والأنانية وعندما يصبحون آباء وأمهات يدللون الصغار بشدة فيصبح نقص فيتامين «لا» مرضا وراثيا ينتقل من جيل لآخر، مما يفسر أيضا عدم اعتناء الشخصية المدللة بممتلكاتها لأنها تعلم بخبرتها السابقة أنها ستحصل بسهولة علي البديل. 

ويري "روزموند" أن أطفال العالم يستحقون الأفضل في ظل آباء متواجدين لحمايتهم وتوجيههم ويستحقون سماع كلمة «لا» أكثر بكثير من «نعم» عندما يطلبون طلبات غريبة ويحتاجون لتعلم قيمة المجهود والمسئولية وأن العمل هوالسبيل الوحيد للحصول علي ما يريدون.. 

والقاعدة الذهبية هي اعطاؤهم مايحتاجون بنسبة 100 % وما يريدونه بنسبة ٢٥% وهذا هو مبدأ «الحرمان الحميد» أوفيتامين «لا».. جربه لفترة وستصبح أكثر سعادة وكذلك أبناؤك علي المدي البعيد. 

———–

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 446 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.