الأحد , 28 أبريل 2024

د. إلهام الدسوقي تكتب: شعب الكورونا..!

= 2666

كم تطلعت إلي إصلاح التعليم، والمعلم ، والمناهج والعملية التعليمية بكل ما فيها ووجدت كثيرا من أوجه النقص التي تحتاج إلي دعم أكثر.
فهذا المعلم لم ينل حقه في التكريم اللائق بمكانته ولا التدريب الكافي لتأهيله ولا الدعم النفسي المستمر لضمان جوده عمله في بناء الأمم.
وهذا الطالب الذي لم يلتفت إلي احتياجاته أو ميوله أو مواهبه أو عقليته المتفردة وعمليات حشو رأس منصبة عليه بما يرغب ولا يرغب تطالبه بأن تسعفه ذاكرته بكل ذلك في وقت امتحان هو الأصعب نفسيا عليه.
وهذا المنهج وما حل به من قدم ورتابه ثم استدخال وترميم علي أمل أن يكون هو المنقذ فاصبح كقميص مرقع لا يصلح للظهور به.
حتي حلت علينا كورونا بحكمتها، فاكتشفت خطأي في تحديد أوجه النقص وأيقنت أنها النقص في نفوس وعقول شعب الكورونا.

هذا شعب يلهث وراء الأفاقين والنصابين

ليحمي أبناءه من مذلة التفكير

وإعمال العقل والنضوج الفكري

فهذا شعب يطالب المدرسة بالعمل نيابة عن أبنائه ولها ما تطلب من مال يستطيع شراء النفوس لا شراء العلم.
وهذا شعب يتملق إلي المعلم الذي كان يراه لا يصلح لبناء فكر ابنائه ليفكر نيابة عنهم ويربط ويحلل ما طلب من ابنائه.
وهذا شعب يلهث وراء الأفاقين والنصابين ليحمي أبناءه من مذلة التفكير وإعمال العقل والنضوج الفكري.
وهذا شعب يلهث وراء مواقع التواصل الاجتماعي أملا في أن يجد بها مخرج من ورطة العلم والمعرفة بالتذمر والنقد والمطالبة بالغاء العمل.
وهذا شعب يقوم بالعمل نيابة عن أبنائه تاركهم بلا هوية أو تعليم بين يدي العاب الكترونية تزرع فيهم العنف واللامبالاه.
وهذا شعب يبحث جاهدا عن مخرج من مأزق العمل الجماعي والتعاون والإنتماء والتكامل بين المجالات المختلفة بالنقد والتجريح.
أيقنت أنه وبالفعل يحتاج شعب الكورونا إلي إصلاح.
يحتاج إصلاح العقول لتستوعب أن بناء الامم يحتاج إلي فكر الصغار وأرائهم ومجهوداتهم وربطهم العالم بما يدرسونه فيخرجون أفضل ما لديهم من افكار ابتكارية.
يحتاج إلي أن يضع يده علي مواطن القصور والنقص الحقيقية في نفوس ترفض التقدم والعلم والمعرفة وتفضل السير ذليلة وراء كل من يخترع ويبدع ويجعلها مستهلكة في سلسة المنتفعين الأجهل.
يحتاج إلي التفكير في مصير ابنائه وهم يرون أمل الإصلاح وقد تحطم علي أيدي آبائهم الواهمين في قدرة الدرجات النهائية علي بناء المستقبل.
يحتاج إلي ترك ابنائه للعمل والجد والابتكار وعصر الأفكار عله يكون الأمل المنتظر لأمة العلم والتقدم.
يحتاج شعب كورونا الدخول إلي غرفة الإنعاش حتي يستفيق من خدعة القمة الزائفة.

————–
* خبير السلوك المهني.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 420 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.