الإثنين , 29 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: المعلم…كورونا

= 3185

صحيح صدقوا اللي قالوا قبلنا… اللي ما علمهوش أمه وابوه، تعلمه الأيام والليالي… ومن عندي أزيد من الشعر بيت… (وكورونا).

فنحن جميعا ندين لفيروس كورونا المبجل أنه أدبنا وعلمنا دروسا لن ننساها…ولمن يسأل علمنا إيه أقوله.

علمنا أن علماءنا هم ذخيرتنا الحقيقية وان أولوية الإنفاق يجب أن يكون على البحث العلمي، أحسن من الملايين اللي بتتصرف على لعيب كوره.. كل اللي بيعمله إنه( بيلعب) ولا ممثل بيمثل علينا.. وياخد فلوسنا وفي الآخر يتعالي على جمهوره.

كورونا علمنا نرد بقوه على دعاة استيراد غذاءنا من الخارج بحجة أن الإستيراد أرخص لنا من إنتاج أكلنا، فالأيام اثبتت ان في الازمات، قد لا تكفيك أموال العالم لشراء رغيف خبز لا تنتجه بنفسك، وزراعتنا ومحاصيلنا هي اللي تسندنا وقت عوزه، خصوصا لما كل الدول قفلت على إنتاجها ووقفت تصدير أكلها لغيرها، وأصبح لزاما علينا تحسين سلالات محاصيلنا، وزيادة رقعتنا الزراعيه، لأننا شفنا اليوم اللي مافيش حد بينفع حد!

كورونا عرفتنا أن أطباءنا هم جيشنا الحقيقي وسلاحنا اللي يدافع عنا وقت الجد، ولابد ان تعود مهنة الطبيب على قمة الهرم الإجتماعي، لأن بدونه وبدون علمه… كلنا أموات.

كورونا علمتنا إن مصانعنا التي اغلقت نتيجة تعثرها لابد أن تعود للدولة، بإدارة جديدة، و تيسيرات تعيد لها الحياة من جديد، لأن وقت الأزمات والأوبئة، تتشرنق الدول على نفسها ويرفع الجميع شعار ( ياروح ما بعدك روح)، فلا استيراد من الخارج هينفعنا ولا دول صديقة هتمد يد المساعدة، ولا منظمات دولية تغيثنا، لأنها تابعة للدول الممولة لها، ولن يبق لنا إلا سلاحنا الحقيقي… علما يطورون الأمصال ويكتشفون العلاج، و أراضي زرعناها ومحاصيل تسد جوعنا وتحفظ كرامتنا واستقلالنا الاقتصادي، ولا الحوجة لغريب يمنحنا او يمنعنا، وربنا يديم مصانعنا المنتجة درعنا وسندنا، لتستمر الحياة، دون أن تعصف بنا تقلبات الأوضاع.

وليسقط كل أباطرة الإستيراد اللي كانوا هيودونا في داهية…

وتحية إجلال وتقدير للمعلم كورونا.. الذي علم البشرية في أيام.. مالم تتعلمه في سنين، ويعيش المعلم… ويتعلم.

————
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7504 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.