حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كنت أتمنى من الذين ملأوا الفيس بوك تطاولا على الصحفيين الذين انتفضوا اعتراضا على اقتحام نقابتهم أن يتعقلوا، ويفرقوا بين الصالح والطالح، ويدركوا أنهم تسببوا فى إيذاء مشاعر الصحفيين، فلماذا أقحموا أنفسهم فى القضية وشاركوا فى تصعيدها عن جهل.
صدعونا بتعليقات سخيفة وادعوا أن الصحفيين على رأسهم ريشة، مما يجافى الحقيقة، وللذين ظاطوا فى الظيطة..!
خلينا نتفق أننا زى أى فئة فى مصر فينا الحلو وفينا الوحش فينا سلبيات وفينا ايجابيات، الفرق الوحيد أن الصحفيين هما النموذج لحكاية الصيت ولا الغنى، ولو فى شوية لعب الزهر معاهم فموجود بكل الفئات. والباقى عيب تشتمهم. لأنهم بقالهم سنين بيغطوا مظاهراتك عشان المرتبات والكادر وهما بيكملوا الشهر سلف، وبقالهم 5 سنين بينشروا مطالبك بالتعيين والترقية ومتمرطين بين الجرايد بيحلموا بالتعيين، وبقالهم سنين بتتصل بيهم وتطاردهم عشان ينشروا مطالبك بالنقل لمحافظتك أو يشوفولك واسطة تتنقل لمكان أفضل فى شغلك وهما أصلا نصهم متغرب وعايش فى شقة على البلاط وبيصحى الصبح يكتب خبر عن أزمتك انت مش ازمته.
الصحفيين هما الفئة الوحيدة اللى عمرهم ما اتظاهروا أو وقفوا شارع، بص على الخمس سنين اللى فاتوا وقولى مين معملش مظاهرة فئوية؟ مش هتلاقى غيرنا، احنا رضينا نعيش كده صحفى مالى هدومه ودماغه وجيوبه فاضية، احنا اللى رضينا نعيش بالصيت ولا الغنى، الصحف والمواقع والقنوات مليانة بمشاكل كل الفئات.. إلا مشاكلنا، بنتفصل ونسكت، بتتخصم مرتباتنا ونسكت، مرتباتنا تتأخر ونسكت، بنستجدى المعاشات والعلاج من الحكومة، لما الداخلية اخترقت القانون واقتحمت نقابتنا وخدت مننا الصيت، بقينا ولا صيت ولا غنى.
عرفت بقى سر الريشة اللى على راسنا، الريشة دى احنا رضينا بيها فى مقابل انك دورت على ريشة تانية، وعشان كده دلوقتى بندافع عنها، ومطلبناش منك ولا من حد يساعدنا زى ما طول عمرنا بنساعده، عيب لما تشتمنا لمجرد اننا عمرنا ما اشتكينا من اللى انت طول عمرك بتشتكى لينا منه، وبنحافظ على ريشة عملناها بالشقى والمرار، اختلف أو اتفق على المطالب أو الأسماء بس متنساش إن انت كنت شريك بالرضا عن نسج الريشة دى لأنك استخدمتها لمصلحتك وعمرك ما كنت بتسأل انتو ليه على راسكم ريشة.
احنا ولاد الفلاحين والمطحونين والشقيانين، فرحتنا لما نرجع حق مظلوم، وننصر ضعيف، ونكشف فساد، وننشر حاجة حلوة عن البلد، ساندنا مصر وده دورنا ووقفنا ضد الإرهاب وصمدنا، وعمرنا ما نكون ضد مصر ولا ضد القانون. مستكتر علينا الريشة؟
