السبت , 4 مايو 2024

جيهان السنباطي تكتب: ثورة النساء على ارتفاع الأسعار

= 1238

نسمع كثيرا مقولة “حاربوا الغلاء بالاستغناء”ولكن هذه المقولة لن تجدى نفعاً مع البسطاء أصحاب الدخول المتدنية فهم لايملكون رفاهية الإختيار بين شراء هذا والإمتناع عن ذاك لانهم فى واقع الأمر مجبرين على عدم شراء سلع بعينها مثل اللحوم والدواجن والأسماك التى إرتفعت أسعارها إرتفاعا جنونيا حتى أصبحت حلماً للبسطاء لايمكن الحصول عليه ولكن هذا الأمر يمكن ان ينفذه الإغنياء أو أصحاب الدخول المرتفعة لانهم يستطيعون الاستغناء بكامل إرادتهم عن شراء سلعة ما هم أصلا قادرون على شرائها ولكن يمكنهم اتخاد هذا القرار فقط لمعاقبة جشع التجار والوصول بالاسعار الى حدود معقولة يستطيع البسطاء من خلالها الحصول على تلك السلع.

وهذا بالفعل ما دعت اليه بعض النساء بعد ان إحترقوا بلهيب الاسعار منذ تعويم الجنية الذى اعقبه تقلبات عنيفة فى الاسواق وارتفاعات سريعة ومستمرة وغير مبررة لاسعار السلع والمنتجات الغذائية والتى ارجع البعض أسبابها الى ارتفاع سعر الدولار امام الجنية المصرى وكان الجميع لديهم أمل فى ان تتحسن الاوضاع وتعود الاسعار كما كانت قبل تعويم الجنية لكن هذا لم يحدث حتى حينما بدأ سعر الدولار فى الانخفاض ظلت الاسعار فى الاسواق كما هى بل واصلت ارتفاعها وكأن شيئاً لم يكن واصبح المواطن يلهث وراء توفير احتياجاته الضرورية يوميا وسط امواج عاتية من التضخم وجنون الاسعار الذى تحول الى غول يقتل احلامهم فى الحياة الكريمة.

“تعالوا نوفر” هو الشعار الذى استخدمته سيدة تدعى حنان عبد الحليم لمقاطعة شراء اللحوم والاسماك والدواجن التى اصابها الجنون حتى اصبحت “لمن استطاع اليها سبيلاً” فى محاولة لاجبار التجار على خفض الاسعار وسواء أتت تلك الحملة بنتائج ايجابية تصب فى صالح المواطن البسيط ام لا فيكفى تفاعل الناس واحساسهم ببعضهم واتحادهم وتمسكهم براى واحد أمام الجشع الذى قتل الرحمة فى قلوب التجار.

لا يخفى على احد حجم المعاناة التى يتعرض لها المواطنين فقد اصبحت حياته صعبة للغايه بعد سلسلة القرارات الاقتصادية الاخيرة فالاسعار فى ارتفاع بشكل يومى والاجور ثابته وقيمتها الحقيقة تتناقص وأكبر دليل على معاناة المواطنين وتدهور احوالهم المادية وعدم قدرتهم على شراء إحتياجاتهم بالاسعار اللتى توجد فى الاسواق هو طوابير البشر التى اصبحنا نراها فى معظم الميادين الرئيسة وأمام الهيئات الحكومية وفى المناطق الشعبية التى تتجمع حول سيارات القوات المسلحة التى تقوم ببيع المنتجات والسلع الغذائية وخاصة اللحوم المجمدة والتى وجد فيها المواطنون ضالتهم لقلة اسعارها مقارنة بالمحلات والاسواق الخارجية ولكن يبقى السؤال هنا … الى متى سيظل ابناء الطبقة الوسطى صابرين على موجات الغلاء التى يواجهونها ؟ والى متى سيكفيهم دخلهم والاسعار فى ارتفاع بشكل مستمر وشبه يومى ودخولهم فى ثبات؟ ترى ماذا على الحكومة ان تفعل فى ظل هذه الظروف ؟ هل تترك الاسواق ليتلاعب بها التجار ام تتدخل لوقف تلك المهازل الانسانية وتحاول توفير لقمة العيش لهؤلاء ؟ ماذا على الحكومة ان تفعل؟

هنا أشير الى ان الحكومة تستطيع فرض سيطرتها على الاسواق بتكثيف الرقابة عليها من قبل وزارة التموين والتجارة الداخلية ووزارة الزراعة وهيئة الطب البيطرى للوقوف ضد جشع التجار بالاضافة الى فرض تسعيرة جبرية للاسعار ولابد ان يساعدها فى ذلك مؤسسات المجتمع المدنى والمواطن الذى يمثل وسيلة ضغط مباشرة على التجار الجشعين من اجل الالتزام بالاسعار العادلة ومنع الاحتكار ولابد ان يقف الإغنياء يد واحدة مع اخوتهم من البسطاء ومساعدتهم قدر المستطاع حتى تستقر الاوضاع فى الاسواق.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11387 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.