الجمعة , 19 أبريل 2024

نهى هنو تكتب: “الإندبندنت وومان”.. وسنينها

= 8297

لا أعلم من هو أول شخص خرج لنا بهذا المصطلح وما الذى كان يعنيه بدقة و ماذا يريد من ورائه، هل كان يمزح أم كان جادا، ازداد انتشاره واستخدامه خاصة آخر 5 سنوات نتيجة لما نعانيه من سرعة جنونية فى ايقاع الحياة و تغييراتها، وزيادة الضغوطات بكل أنواعها على الجميع، أصبحت المرأة فيه تلعب دور الرجل احيانا وان كان هذا هو الإستثناء فأصبح الجميع يتعامل معه و كأنه القاعدة و أصبحت “الاسترونج اندبندانت وومان” هى بطلة المرحلة، وأكاد أجزم وبكل ثقة ان سألت اى امراة لاجابتك انها لا تريد سوى ان تقوم بدورها فقط ولا تقوم بدور الرجال لكن الحياة اختارت لها غير ذلك عند وفاة والدها او زوجها او انفصالها عنه او حتى عدم زواجها من قبل، فلا توجد إمرأة سوية الا تريد مشاركة حياتها مع رجل و تعيش فى كنفه.

و لا تستقيم الحياة بدون وجود رجل و امرأة ، و هذه سنة الكون و إدعاء غير ذلك بإفراط ما هو الا دليل على العكس تماما و هو عدم النضج الكافى خاصة عند الاجيال الحديثة من الفتيات او ان عدم الرغبة فى الاعتراف بالحقيقة.

فى عام 1952 كان لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فيلما بعنوان الاّنسة فاطمة والتى كانت فيه تطالب بعمل المرأة واستقلالها، وفى عام 1966 كان يناقش فيلم مراتى مدير عام لشادية و صلاح ذو الفقار مدى تقبل الرجل لأن تكون زوجته هى مرؤسه فى العمل، وغيره من الافلام التى دارت حول هذا السياق، اذن فالامر ليس مستجدا فهو منذ قديم الازل مطروح للنقاش فاستقلالية المرأة و حريتها وإختيارها أمر لا جدال فيه، ولكن ما يتم المحاولة الترويج له لا علاقة له بذلك بل هو محاولة فاشلة لإخراج جيل جديد من الفتيات تتبنى أفكار الاستقلال التام الغير متزن من كل الجوانب، و دون وجود سبب منطقى فأصبحت الكثيرات تعزفن عن الزواج ليس لعدم عثورها على شخص يناسبها و لكن لرفضها فكرة مشاركة رجل لها و هو الوجه السئ للأمر.

الاستقلالية هى أمر طبيعى لكلا الطرفين و هى ضمان وجود سعادة فى تلك الحياة المشتركة فهى تحتاج إلى من يشاركها قرارتها و يكن سندا حقيقيا لها يعيشان معا بمودة و رحمة و سكن، الحرية مسؤلية و لا يعنى ذلك ان يفرض اى من الطرفين قيوده على الاخر كما اصبحنا نرى لانها ليست ساحة للحرب و إنما حياة مشتركة فالتفاهم سر الخلطة و النجاح و ليس الندية سواء كانت من جانب الرجل للمرأة أو العكس ،فكلاهما عليه احترام رغبات الاّخر و طموحه و أحلامه و رؤيته ودعم بعضهم البعض.

إذا كان اختار أحدهم العيش بمفرده فهو مسؤلا عن إختياره مسؤلية حرة و كاملة ،و لا خطأ فيه طالما انه يريده ويشعر بالراحة فيه و لكن دون وضع افكار جديدة ضاربة لكل العادات والتقاليد دون إنكار لأهمية الزواج، خلق الله لسيدنا اّدم حواء كى تؤنسه حتى وهو يعيش فى الجنة التى من المفترض انه لا يحرم فيها من شئ فخلق الانسان فى رحلة حياته كى يبحث عن الونس.

الاستقلالية لا تعنى الخروج عن نطاق المألوف من السلوكيات التى لا تحترم الرجل بوجه عام فالأمر لا علاقة له بالقوة ان كانت تفتقر الى احترامه، ولا علاقة لها بإتخاذ اسلوبا ذكوريا فى المظهر والسلوك ومعاداة الرجل ،لا تجتمع القوة و الإنكار معا فى ان واحد القوة الحقيقية هى القدرة على الإعتراف بالحقيقة و القدرة الحرة على الإختيار و ليس العكس.

القوة تكمن فى الإرادة و العزيمة و تحقيق الأهداف ومواجهة الصعوبات بوجود رجل أو لا، ورعاية نفسها و أسرتها و أبنائها وإن كانت قد إضطرت للعب هذا الدور الثانوى فى حياتها كدور أساسى لإمرأة مضطرة أن تواجه عواصف الحياة و تقلاباتها.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 536 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.