الخميس , 28 مارس 2024

أنا…وزميلى والطبيب…!

= 5364

 

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

قُّدر لى أن يدور حوار بينى وبين أحد الزملاء وكان ينتقد بشدة أسلوب أحد الأطباء فى طريقة علاجه وكانت ملاحظته الأساسية إنه ونتيجة (تعليمه فى الخارج ) يُطبق بالحرف ما هو مكتوب فى الكتب (بيشتغل زى الكتاب ما بيقول) وزميلى رأيه أن هناك من الأطباء الآخرين الحاصلين على تعليمهم من الداخل (قلبهم جامد شوية فى كتابة العلاج)…. وكى يتضح الأمر للقارئ الكريم هناك مثلا علاج لابد وأن يبدأ بـ 20ملجرام ثم تزيد الجرعة وتزيد الى أن تصل الى حد معين ، وهذا ما يقوم به الطبيب الذى ينتقده  زميلى و رأيه أن الآخرين لا ينتظرون كل هذا الوقت فى زيادة الجرعات بل يزيدوها من اليوم الثانى مباشرةً .. وهنا تأتى فكرة المقال ورسالته.

أيها السادة … ذكرنى هذا بكثير من هؤلاء الذين يعملون فى حقوق الانسان ، ويتحدثون عما يحدث فى أقسام الشرطة من تجاوزات ، ولكن حين يتعرضوا هم لمشكلة يقولون أفعلوا فى الجانى أى شئ المهم لنا أن تنتهى مشكلتنا !!! ، يجب أن تتكون لدينا ثقافة أن المبدأ مبدأ فى كل شئ وفى أي وقت … لذلك قيل لسيدنا يوسف فى السجن (إنا نَراك من المُحسنين … وقيلت له أيضاً وهو على خزائن مصر إنا نراك من المحسنين .. مبدأ ثابت فى كل أحواله) هذا الطبيب لم يفعل إلا الصواب الذى تعلمه فى بلاد تعرف وتؤمن بحقوق الانسان، تتعامل مع الانسان على إنه إنسان فلا يصح أن أكون قاسيا عليه أو مغامراً حتى فى جرعات العلاج ، لأن حياة المريض مهمة وحياة الانسان مهمة.

الغريب أن زميلى هذا ما هو إلا نموذج لشريحة كبيرة فى مجتمعنا ، طول الوقت يتحدثون عن حقوق الانسان فى أوروبا وهم أول من يكفرون بها اذا اصطدمت مع مصلحتهم ، يتحدثون عن أوروبا وما يحدث فيها من عدل وهم أول الظالمين، يتحدثون عن نظام أوروبا وهم أول العشوائيين، يتحدثون عن تقدم أوروبا وهم أول من لم يتقنوا عملهم (بنشتغل على أد فلوسهم).. يتحدثون عن نظام المرور وهم أول من يكسر الإشارة (أقف ليه هو فيه حد شايفنى !!) يتحدثون عن قيمة التمريض فى الخارج وهم أول من يقولون (البت الممرضة) يتحدثون عن العدالة الاجتماعية وهم أول من يدفعون رشوة كى يحصل أبناؤهم على الوظيفه الفلانية حتى لو كان غير مؤهلا لها، يتحدثون عن الرقى فى الغرب وهم أول من يهينون زوجاتهم، يتحدثون عن الحقوق وهم أول من يضيعون حقوق الميراث (خصوصاً للإناث) يتحدثون عن جودة التعليم هناك وهم أول من يسخرون من كل قرار وأى قرار لوزير التعليم (المجتهد) حتى دون أن يفهموا أبعاد القرار وحيثيات صدوره.

أيها السادة .. رسالتى إنه علينا أن نتخلص من حالة الفصام التى نعيشها، فالصواب هو الصواب، إذا كنت ترغب أن تنعم بمميزات أوروبا فعليك أولاً أن تكون أوربياً فى مفاهيمك وأفعالك حتى وأن كنت تعيش على أرض العرب … ولو أردت الحقيقة التى لا تقبل الشك إن أردت جودة الحياة فعليك أن تُحيي الاسلام داخلك فستجد فيه كل شئ وعلينا أن نبدأ بأنفسنا وحينها سترى بنفسك ماذا نحن صانعون.

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

—————————————————————————-

* مدرب معتمد للاستشارات الزوجية والأسرية.

شاهد أيضاً

وزارة التموين: غدا آخر أيام الأوكازيون الشتوى 2024

عدد المشاهدات = 11669 تستمر وزارة التموين والتجارة الداخلية العمل بـ الاوكازيون الشتوي 2024 حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.