الخميس , 25 أبريل 2024

مصابيح: راحة الجنة

= 4313

يكتبها: فارس ناصر

خلقنا الله فى هذه الدنيا فارغى الأيدى فلم يخلق هذا مسلسلاً بالذهب ولم يخلق ذاك محملاً بالتعب بل خلقنا جميعاً سواسية.. وهذا هو نبيه عليه الصلاة والسلام يقول ان “الناس سواسية كأسنانِ المشط لا فرقَ لعربى على أعجمى ولا لأحمرٍ على أسودٍ إلا بالتقوى”. وقال الله تعالى “ولقد خلقناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

لذلك عزيزى فالغنى لا يعلو على الفقير بدرجة بل أنها من الممكن أن يرتفع قدر ومكانة الفقير عند ربه بتقواه وصلاحه وفلاحه وذلك لأن المال فى أول الأمر وآخره ورق، ورق قد يكسوه التراب فيندثر بين جنبات هذه الأرض، وقد يفسده الماء فيصير هباءً أما التقوى والصلاح والفلاح فهم ثروة الفقراء و بركة حياتهم. فنحن نعيش فى عصرٍ يغتصب المشاعر ويأكل لحوم البسطاء والأتقياء

فتجد هذا يربح مليوناً ليُقبل تلك الأنثى وهو تكتسى بالهواء،وستغوص ساعاتٍ فى طعام الموائد وفحش الشاشات فترى خروفاً لطخ بدموع الأولاد وعجز الزوجات سترى عبيد القصر يضعون اللحم فى فم الباشوات ستجد قلوباً مشتتة ما بين باريس ولندن وروما ستجد رائحة سويسرا فى الساعات وتصدم بعقول لا تهتم إلا بحال البورصة وحركة المؤشرات.

وتدور برأسك ثانية فتتذكر أماً نامت بدون عشاء و تبكى لحال ذلك الكهل الذى لم يجد فى بيته إلا الماء ستبحر فى طرقات الحارة فترى الخبز المحمول على عنق المأساة يمسح دموع الأطفال كل مساء فهم جائعون وما فى يدهم إلا بالبكاء والأب تتقطع مهجته ويدعو الله أن يديم الليل حتى تنطبق على رأس الأرض السماء فلعلهم يظفرون فى أحلامهم بخروفٍ لطخ بعقاب الأغنياء لعلهم يتذوقون خمر الجنة من عند ربهم بدلاً من خمر الأغنياء.

فيا أيها الناس أنظروا إلى هؤلاء فهم أكثر أهل الجنة ومن تمسح بهم تمسح برائحة الجنة سارعوا إلى برهم، سارعوا إلى إرضائهم، سارعوا إلى قربهم. فهم الأتقياء والأنقياء من رضوا بشقاء الدنيا؟ فلم يسرقوا، ولم يقتلوا،و لم يزنوا،ولم يفسدوا، ولم يجرحوا حتى الهواء حتى ينالوا رضا ربهم يوم تعرض الأعمال ويتلهف كل إمرىء لمعرفة ما نال.

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 4479 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.