حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كتب / طارق تغيان
كنت أبحث عن الكثير من المصادر والمراجع التي تعيد إحياء التاريخ في ذاكرتي من جديد , فأنا بطبيعتي محب للتاريخ بجميع حلقاته وفقراته , وبعد صلاة الجمعة الماضية أخذت أبحث في كتب التاريخ في مكتبتي الخاصة , وأخذت أقرأ بعد الفقرات من بداية كتاب “البداية والنهاية لإبن كثير ” حتي لفت نظري فقرة تتحدث عن جرائم المغول بحق المسلمين في بغداد , بدأت أتفحص تلك الكلمات التي مازال صداها يدور في بحور التاريخ , ويخطر العالم أجمع بأفظع الجرائم التي وقعت بحق أهل بغداد في تلك الحقبة من الزمان , ويعطينا رخصة تاريخية من اجل المضي قدماً في الغوص في تاريخ بغداد مدينة العلم والعلماء .
مدينة بغداد مكان العلم والعلماء
مازالت القذائف التاريخية تسقط في مدينة بغداد حاضرة العالم الإسلامي لتكشف لنا الجديد من الأسرار التاريخية, والتي لم يعرف لها المؤرخون وعلماء التاريخ مصدراً تاريخياً يسندون رؤياهم عليه فالتاريخ هو التاريخ وكما يجب أن يكون, كانت مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية والمدينة الجميلة التي تميز حضارة العالم الإسلامي وتبهر حضارة العالم أجمل بأفضل العلماء والمؤرخين, وتضيف رونقاً وجمالاً وصنعة للعلم في مختلف أنحاء العالم حتي جاء اليوم الموعود.
بغداد والمغول ….والخلفاء العباسيين
مازالت هنالك الكثير من الأسئلة التي تدور في فلك التاريخ , حيث ينظر لها العلماء علي أنها مجرد خزعبلات , أو أسرار تاريخية ليس لها أساس من الصحة , فالعديد من الأسئلة مازالت تدور في ذهني وهي؟
هل كانت هناك علاقات بين المغول والخلفاء العباسيين
وأقصد العلاقات التجارية بين “جنكيز خان ” والخلفاء العباسيين , هناك الكثير من الأسئلة يجب الإجابة عنها من أجل كشف الكثير من الألغاز التي مازالت تدور في ذهني أنا .
بعض المؤرخين ومنهم الدكتور سعد زهران
أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر , يري أن هناك علاقات تاريخية كانت بين المغول والمسلمين قبل اجتياح بغداد , وهذه العلاقات هي التي جعلت بغداد مطمعاً لهؤلاء الهمج البرابرة ” يقصد المغول ” دخلوا إلي بغداد مع جواسيسهم من أجل الكشف في كل بقعة من بقاع بغداد , ومن أجل معرفة النقاط الحصينة في المدينة بكاملها .
الدولة العباسية والخليفة المستعصم بالله
مازالت أيضاً تدور في ذهني العديد من الإسئلة الخطيرة..وهي:
هل كان الخليفة المستعصم بالله بين الجواري والغانيات يقضي معهم معظم وقته؟
هل كان المستعصم بالله ضعيفاً لدرجة أنه لم يستطع أن يكتشف جواسيس المغول الذين كانوا يتجولون في قصره كما يشاؤون؟
هناك الكثير من الأمور التي بحاجة إلي إجابة مقنعة
ربما كان الخليفة المستعصم بالله ضعيفاً كما كان يطلق عليه مؤرخي عصره. ولكن لم يكن هذا مبرراً لترك بغداد لكلاب المغول كما يقول الكثير من الباحثين في تاريخ الدولة العباسية.
الوزير الخائن بن العلقمي
هناك الكثير من الأسرار والألغاز تدور وراء الوزير بن العلقمي أحد وزراء المستعصم بالله , فالبعض يتهم بن العلقمي بمراسلة “هولاكو ” من أجل غزو بغداد , وهذا حقيقة وليست اتهامات , بل حقيقة كما كان يطلق عليها الكثير من المؤرخين , كان بن العلقمي يتعاون مع هولاكو سراً ويعطيه أسرار الدولة , ولم يكتف بن العلقمي بذلك فقط بل كان يعطي أسرار المستعصم شخصياَ لـ هولاكو.
سقوط بغداد حاضرة العالم الإسلامي
قام المغول بحصار بغداد حصاراً جديداً وقيل أنهم منعوا عن بغداد المعونة , وأصبحت بغداد محاصرة من جميع الجوانب , وكان المغول قبل اجتياحهم بغداد قد اجتاحوا الدولة الخوارزمية التي كانت خط الدفاع الأول عن الإسلام والمسلمين, فكان الدور الثاني علي بغداد
حاول الخليفة المستعصم بالله استرضاء هولاكو وأرسل له الهدايا لكنه لقي رداً بالوعيد بإفناء جميع ممالك الدولة العباسية عن بكرة أبيها , لأن الخليفة المستعصم بالله لم يستجيب لطلب هولاكو بإرسال الجنود للمساعدة في محاصرة قلعة الحشاشين الذين كان يقودهم “حسن الصباح ” والذي كلن يطلق عليه زعيم الحشاشن في تلك الحقبة من التاريخ.
اجتياح بغداد
اجتاح المغول بغداد واسقطوا أكثر من 800 ألف قتيل أغلبهم من النساء والأطفال , ولم يكتفوا بذلك فقط بل قتلوا العلماء , وأحرقوا المؤلفات النفيسة التي تم تأليفها علي مدي سنوات من الكتابة والتأليف والبحث , وكانت هذه الكتب في مجالات التاريخ والحضارة الإنسانية والهندسة والطب , كان اجتياح بغداد كارثة كبري للعالم الإسلامي , حيث مثل سقوط بغداد حاضرة العلم والعلماء الكثير من التجارب المؤلمة بالنسبة للمسلمين.
نهاية إبن العلقمي
مازالت نهاية بن العلقمي مجهولة للكثير مم المؤرخين والباحثين في التاريخ فالكثير ينظر له علي انه خائن تعاون مع أعداء العالم الإسلامي , ومازالت نهايته مطمورة في صحراء التاريخ.
