حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مفيش فايدة..جملة قالها الزعيم الوطني سعد زغلول قبل لحظات من وفاته، ومازالت أصداؤها تتردد في كل أنحاء مصر في كل العصور..!
ولا أرى أغرب من الواقعة التي كشفت عنها "بوابة الأهرام" بالوثائق، عن موظفة تدعى "مطيعة الغرابلي" ، والتي كانت تتولى منصب مدير عام المشروعات والورش بمحافظة الأسكندرية في عهد المحافظ السابق اللواء طارق المهدي، وحين طلب منها المحافظ إعداد مناقصة لتوريد أعمدة إنارة للمحافظة بقيمة 800 ألف جنيه، تلاعب برأسها الشيطان، فتفتق ذهنها عن تشكيل "شركة وهمية" بدون أي أوراق رسمية، لترسي عليها مناقصة التوريد، وعندما سقطت الأعمدة فوق رؤوس العباد، وتسببت في وقوع حوادث عديدة، شكل المحافظ لجنة فنية كشفت أن الأعمدة غير مطابقة للمواصفات بنسبة 100%.
هنا تصرف اللواء المهدي من واقع مسؤوليته، وقرر وقف الست"مطيعة" عن العمل، وتعيين سحر شعبان لتسيير الأعمال كمدير عام للورش والمشروعات، كما قرر وقف عملية التوريد وإحالة مطيعة برفقة المستندات والأوراق الخاصة بالعملية التي شابها استيلاء على المال العام لهيئة الرقابة الإدارية.
الأمر العجيب ..وغير المفهوم حقا.. أن المحافظ الحالي هاني المسيري، قام بعد أسبوعين فقط من توليته، بإلغاء قرار المحافظ السابق بوقف "مطيعة" عن العمل وقرر إعادتها لموقعها كمدير عام للورش والمشروعات.. بل وألغى ندب سحر شعبان – التي كشفت تفاصيل القضية في التقرير التي رفعته اللجنة المشكلة برئاستها – وذيل المسيري قراره قائلًا:"واعتبار قرار وقف "مطيعة" عن العمل كأن لم يكن وذلك لصالح العمل".
هذه الواقعة..لابد أن يتدخل فيها كل من السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء..ليعيدا الأمور لنصابها الصحيح..قبل أن تشيع في مصر ثقافة مساندة "الفساد" ورعايته رسميا !
مجدي الشاذلي
