الجمعة , 29 مارس 2024

د. إيمان معاذ تكتب: قادة الشعوب الجدد

= 5481

أصبح للشعوب قادة جدد لا يشعر بهم ويحذر منهم إلا المراقبين والدارسين والخبراء الاستراتيجيين.

يستطيع هؤلاء القادة بأذرعهم فى كل مكان أن يتحكموا فى اتجاهات الرأى العام والتاثير على قيم وثقافة المجتمعات كما يحلو لهم ويخدم مصالحهم .

فجماعة الإخوان مثلا وغيرهم من الجماعات فى مصر والتى تعمل لحساب هذه الجهات تستطيع أن تشعل مواقع التواصل الإجتماعي فى أى لحظة وضد اى إنسان سواء كان إعلامى أو شخصية عامة او حتى شخصية تاريخية فقط يكفى أن يكون لديهم تحفظ عليه.

يتصيدون كلمة من بين كلماته أو حركة أو إشارة وخاصة أننا فى توقيت تتقدم فيه تكنولوجيا التشويه والتذييف ، ومعظم العاملين فى مجال الإعلام وغيره غير متخصصين .. وأخطاءهم لا تعد ولا تحصى.

يستطيع هؤلاء بما لديهم من لجان الكترونية ممولة أن يثيروا الرأى العام وأن يحولوا كل مخالفة مقصودة أو غير مقصودة إلى قضية رأى عام .. وهذا أصبح يخيف البعض فيحيدوا القضايا والموضوعات الهامة ويركزوا على الموضوعات التافهة والتى لا تزعج أحد.

ففى مصر على سبيل المثال هناك عمالة الأطفال رغم وجود المنظمات الدولية لمكافحتها ،، هؤلاء الذين كانوا يعملون بالورش ( بلية ) لم ينقرضوا كما يزعم البعض بل تحولوا وأصبحوا يقودوا التوك توك والجميع يراهم فى القرى والمدن والاحياء الشعبية ينطلقوا بمنتهى التهور والرعونة ويتسببوا فى الحوادث المرورية ،، وهذه ظاهرة لن يتحدث عنها أحد.

وأيضا أطفال التسول سواء كانوا بنات أو أولاد الذين لا يمتلكون القدرة على شراء توك توك ينطلقون فى محطات المترو وإشارات المرور وفى أرقى أحياء القاهرة ، يتسولون بطرق سخيفة ومستفزة ،، ويتعدون باللفظ واليد أحيانا على المارة ، ويظن البعض أنهم أطفال شوارع ،، ولكن الحقيقة أنهم أطفال لهم أسر تنجبهم و تطلقهم ليعودوا لها آخر اليوم محملين بالجنيهات .. وهم قادرين على تدمير وجاهة مصر وتدمير السياحة وقتما عادت..
وأيضا .. لن يناقش أحد هذه الظواهر خوفا من القنابل التى ستنطلق فى وجه..

زمان وقبل الانفتاح والرأسمالية ويذكر الجميع كان فى كل بيت متوسط الحال شغالة تعمل بجهد وشرف وتساعد ربة البيت ، ولم تكن تخجل من عملها على الاطلاق بل على العكس كانت تفخر أمام الجميع انها تعمل فى بيت فلان … الذى يعتبروها فيه فرد من أفراد الأسرة ويتكفلوا بزواجها ايضا ان كانت فتاة ….

متى وأين أصبح هذا العمل عار يستدعى التنكر والتخفى منه وانكاره ؟ ذلك لأن المجتمع بكل أسف أصبح يعاير هذه المرأة الشريفه أنها خادمة ويعاير أبناءها أيضا .. وينسى أو يتناسى أننا جميعا نخدم فى مواقعنا بحسب مؤهلاتنا ولا يعايرنا أحد ..

والعجيب أن نفس المجتمع الأعمى يقف احتراما لراقصات الكباريهات والممثلات العرايا ، والعاهرات الجدد المخالفين لكل قيم الدين و المجتمع ،، والمنطلقات عبر مواقع التواصل الإجتماعي يحققون أعلى المشاهدات ويملكون افخم السيارات ، ويرتادوا أرقى الاوتيلات ولا يخجلون ولا يعايرهم أحد ..

والنتيجة أن المرأة العاملة اليوم أصبحت تفتقد هذه الخادمة الشريفة و هى فى أشد احتياجها اليها ،، وكبار السن لا يجدوا من يرعاهم سوى دور الرعاية ،، و ذلك لأن هذه الخادمة وان وجدت فهى تتقاضى راتب باهظ .. هو سعر الندرة .. والذى لا يحتمله إلا الأغنياء .

فمواقع التواصل الإجتماعي يا سادة لم تعد انطلاقة لحرية التعبير والرأى كما كانت تزعم .. بل هى إنطلاقة للحرية الإباحية والشذوذ و الخرافات والتشويه والتهليل .. وقيد ثقيل على كل صاحب قضية و فكر يخالف توجههم.

هذه المواقع إستطاعت أن تحجب صوت رئيس أكبر دولة فى العالم وتعرضه للتحقيق والتجريم وتحوير خطابه للناخبين لتحريض على هدم الدولة ، وذلك ببساطة لأنه خالفهم ، وكشفهم وكاد ينتصر على قادتهم ،،
هذه المواقع جعلت من قادة ثورات الجحيم العربى وصناع الفوضى الخلاقة رواد سلام حاصلين على جائزة نوبل .. ومراقبين علينا ..

قادة هذه المواقع أصبحوا دون أن ندرى قادة الشعوب الغافلة .. التى آن الأوان أن تفيق 😡

——————————-

  • كاتبة وشاعرة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7059 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.