حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تعالوا بينا نرجع بالزمن كام يوم ..
فاكرين البنت اللي انتحرت في النيل بعد رسوبها في الثانوية العامة؟ وطالبة الطب اللي انتحرت من كام شهر لصعوبة الدراسة… وطالب الهندسة اللي قفز من فوق برج القاهره لنفس السبب .
الكلام ده معناه أن الطالب لا يرسب بمزاجه ورغبته، بالعكس غالبا مايكون السبب انه حاول ولم ينجح، أو أنه رسب لأسباب نفسية. قد يكون السبب وفاة والده أو والدته وقت الإمتحان مما يفقده التركيز فيرسب .. أو طالب يشتغل اثناء الدراسة لفقد عائله الوحيد، فيتحول هو لعائل لأسرته، فلا يسعفه الوقت للتوفيق بين عمله ودراسته فيرسب .
وأحيانا ما يصاب الطالب او فرد من اسرته بمرض عضال يستلزم مصاريف ومتابعه تؤثر علي تحصيله فيرسب !
مش كل طالب بيرسب لأنه مهمل أو مقصر، فالظروف القهرية تحدث لأسر كثيرة بالمجتمع، فلماذا يفرض قانون تنظيم الجامعات غرامة بآلاف الجنيهات علي الطلاب الراسبين؟ اليست صدمة الرسوب كافية علي الطالب وأهله؟ ألم يسمع السادة المدافعون عن هذا القانون عن إصابة بعض الأمهات والآباء بجلطه عند رسوب أحد أولادهم، أو عن انتحار الطلاب نتيجة رسوبهم؟
أفلم تكن هذه المصائب كافيه على الأسر المصرية، فنقوم نكملها بصدمة الغرامات؟
إن كانت الحجة أن بعض الطلاب يتعمدون الرسوب عدة مرات لتأجيل التجنيد أو لأن طالبة تزوجت ومش بتسأل عن دراستها.. فياريت تعاقبوا هذه النماذج بالرفد.
نعم… إرفدوا من تكرر رسوبه وتعمد شغل مكان لسنوات .
واذا كانت حصيلة هذه الغرامات ستوجه لدعم الطلاب المتفوقين، فأعتقد أنكم لو سألتم الطالب المتفوق نفسه، ستجدونه متعاطف مع زميله الراسب لا عاوز منه ابيض ولا اسود . أما لو تم تخصيص جزء من الغرامة لزيادة رواتب اساتذة الجامعة ( كما يطلبون ) وقتها سنرى مهازل، وتعمد رسوب الطلاب بأعداد كبيرة نتيجة تعنت أساتذتهم إلا من رحم ربي .
يا سادة.. عندما يمر الإنسان بمحنة ( كالوفاة أو المرض أو الاخفاق الدراسي ) يحتاج الي من يواسيه ويدعمه نفسيا وماديا و مايبقاش موت وخراب ديار !
ننسي بقي هذا المثل الشعبي و نفتكر تصريح متحدث مجلس الوزراء بأن لتلك الغرامات مفعول السحر في منع رسوب الطلاب وإجبارهم علي النجاح . يعني ( الغرامات طلعت مصلحة) للطلاب!
ويمكن كمان تقهر الظروف وتعالج المكفوف وترد المطلقات وتزوج الأرامل !!
