الجمعة , 29 مارس 2024

يارا الهادي تكتب: حب غير مشروط

= 5884

لا أشعر بالخجل أن بداية مبادرة الرحيل لم تكن من عندي فأنا لا يعظم الخلافات ويهجر بكل سهولة بل أكون متمسكا بك لحد آخر وقت ولكن حينما أشعر بأن روحي تأذت أرحل لا وقت آخر لوجودي هنا، أول مرة أرخيت يدي فيها كان بداخلي شعور بالرضا ولم أتوقع هذا الشعور من قبل، لأن فعلت كل ما في وسعي وقررت أني لست نادمه على فعلي… ولكن أيضا أدركت حقيقة أخرى المكتوب لك لن يذهب لغيرك وحتى لو أفلتناها.

‎أعلم إلى إي مدى شعور الخذلان قاس… إن تمر بنفس الأماكن التي جمعتني بشخص كان قريبا لروحي… هنا جلسنا نتحدث، وهنا التقطنا صورا وفرقتنا الأيام بعد أن كان هذا الشخص بمثابة كافي عن العالم كله.

‎الحياة تكشف لنا حقيقة أقنعه الناس تكشفها لنا بقسوة، تأخذ وقت طويلا تسأل نفسك مرارا وتكرارا كيف انخدعت في هذا الوجه وتقاسمت معه ذكرياتي، حقا البشر لا يتغيرون لكن الإقناع تسقط ومهما حاول الإنسان أن يخفي حقيقته لفترة طويلة سيأتي الوقت ويظهر كل شيء.

‎وعلي أي حال كون فخورا بنفسك لأنك كنت دائما وما زالت حقيقيا وشفافا اخترت أن تكون المودة بينكم في المقام الأول مهما حدث، أختار من يكون معك لينا وهينا وحنونا عليك… إن يكون إنسانا راقيا لا يفجر بك عند الخصام، ولا ينسي الود ولا الوعود.

‎شعور الرضا يجعل من صاحبه قلبه مرتاحا، وهادي النفس، ومطمئنا، وساكن لا يهتم بما يحدث من حوالة من صراعات بل يقرأ العالم بنظرة الإنسان إلى الجنة، يعطي القيمة لكل الأشياء مهما كان ما يملكه بسيط ويفتش علي السعادة مهما كانت الظروف.

‎كافح حتى تبدو بهذا الاتزان الذي تتمني أن تكون حياتك عليه الآن وترفض بكل قوة أي شيء يعكر صفو حياتك حتى وتبدو عيونك تشع هدوءا وسلاما.

‎سيكون ميزان الأمور بيدك يوما ما، وستتعلم قاعدة في غاية الأهمية أن تكون صديقا لنفسك أن تستقبل نفسك في كل صباح وكأنك تستقبل أعز صديق لديك، وتدخل البهجة على قلبك وتجعل قلبك يفيض بالدفء، ولسانك ممتنا بكلامك الطيب، ستكون شاكرا الله على كل شيء، سترمي أحزانك وهمومك وتبذل جهود لتجعل أيامك القادمة جميلة.

‎من النضج أن تتقبل حقيقة الرفض، وتدرك أنك لن تكن الاختيار الأول، ولن تكن محبوبا طوال الوقت حتى من الأقربين، وأنت كذلك لن يكون شرطا من أحببتهم يحبونكم… ومن لن تحبهم سيكون هم ما يتمنوا لو نظرة منك… فالحب المشروط مرفوض، الذي يحبك يحبك في كل أحوالك ولا شرط ولا أذى.

‎يأتي كل شيء في توقيته الذي يراه الله مناسبا لنا، ومهما بلغ الإنسان من اجتهادات شخصية لن يحقق أن شيء إلا بتوفيق الله… فكل شيء بميعاد، وحين يأتي الوقت المناسب ستجد يحدث بأقل مجهود ليس معنى ذلك أن تنام وتنسي حلمك أنا أقول فقط إن تفعل ما في وسعك وتوفيقك إلا بالله… وما قدر الله لنا بالنسيان ستنساه وما قدر لنا بالانتهاء سينتهي… كل شيء يمشي في مساره الصحيح.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6767 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.