السبت , 20 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: فتبينوا… سميرة عبد العزيز

= 5738

تابعت كما تابع غيري هجوم هؤلاء الذين انهالوا دون رحمة بتوجيه اللوم، والنقد للفنانة القديرة سميرة عبد العزيز التي أكن لها كل الاحترام والتقدير سواء على المستوى الفني، أو الشخصي ودون الدخول في حلبة الصراع الدائرة وجدت نفسي أتصل بها هَاتِفِيًّا في محاولة مني لتبين الأمر من صاحبة الشأن نفسها فهي بالنسبة لي وللعديد من جمهورها أُمًّا ثانية لها مكانتها في قلوبنا منذ نعومة أظفارنا، بدأت حديثي بالسؤال عنها، وقبل أن أدخل في تفاصيل الموضوع مسار الجدل الدائر الذي لمحت أثره عليها من خلال إحساسي بنبرة صوتها التي اكتست ببعض الحزن قلت لها هل هي على علم بهذا الجدل؟

فقالت: أخبرتني به إحدى الصحفيات، وأرسلت لي تفاصيله، فقلت لها: أشعر أن حديثك تم تفسيره بشكل غير صحيح، وتم إفراغه من محتواه، قالت: يا ابنتي هناك شخصية تعمل بالصحافة سألتني عن سبب رفضي لبعض الأدوار، وهل هذا يرجع لتحفظي على الأشخاص أنفسهم؟ أم إن هذا يعود لطبيعة الدور المكتوب على الورق؟

بادرتها قائلة: كنت أعلم أن حديثك قد أفرغ من محتواه أثق جِدًّا في صدقك، ومحاولتك عدم الربط بين نظرتك الإنسانية للأشخاص، وبين عملك الذي تميز باحترام عقل المشاهد مهما بلغ عمره، فأنا ممن تعودوا متابعة أعمالك العظيمة بمجرد إدراكي لمفهوم رسالة الإعلام من خلال الإذاعة أولًا، ثم التليفزيون طلبت منها أن تمنحني فرصة للحديث عن الأمر فقالت: اكتبي ولكن دون الإساءة.

تلك هي القضية الحقيقية إن هذه الإنسانة المهذبة للغاية تخشى أن تقلل من شأن أحد، أو أن تسيء حتى لمن أساء إليها، وها أنا أكتب عنها للمرة الثالثة، وإن قمت بتوجيه اللوم لمن يتطاولون عليها، فسوف أربط هذا اللوم بقضية الأخلاق، والسلوك السائد في مجتمعنا، والرغبة في كسر الرموز، والنيل من الشخصيات المحترمة، والمؤثرة في المجتمع، وإقامة التحقيقات، وإصدار الأحكام دون التحقق من الرسائل الخفية التي حملتها تلك القصص.

كل ما في الأمر أن هذه السيدة التي تحدثت لم تكن لتتنازل عن مبادئها لأجل أحد فنحن بتقديرنا لها أصبحنا نمتلكها، وهي سعيدة بذلك، فالفنان الحقيقي ملك لجمهوره. كل ما أحزنني في هذا الموقف هو سرعة الحكم على الأمور دون التبين من حقيقتها، وإفراغ الكلام من محتواه، وفقدان الثقة في الرموز سريعًا، وهذا ماأفسره بأنه قد نتج وازدهر، ورفع رايته بعد هذا الذي أطلق عليه ثورات الربيع العربي، وما كان ربيعًا أبدًا بل كان خريفا سقط معه الاحترام، والتقدير كأوراق الشجر.

نحن في حاجة لثورات أخلاق تصلح ما خلفته تلك الثورات، وما ستخلفه في المستقبل

شاهد أيضاً

رياح الخماسين.. مركز المناخ: انخفاض الحرارة من اليوم لمنتصف الأسبوع القادم

عدد المشاهدات = 1992    قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.