الأربعاء , 24 أبريل 2024

صبرين حسن تكتب: دعوة للحياة

= 3802

ابتلي الأنبياء بشتى صنوف الابتلاءات وتحملوا أصعب الشدائد وأقسى المحن… فمنهم من ابتلي في جسده بالأمراض، ومنهم من ابتلي في ذريته سواء بالفقد أو بعدم الالتزام بدين الله، ومنهم من ابتلي بالمحيطين به سواء لم ينصروه أو كانوا من الضعفاء…

والكثير والكثير من صور الابتلاءات التي قوبلت بالرضا والصبر والثبات والدعاء بثقة إيمانية أنه لا عاصم ولا منج لهم إلا الله سبحانه وتعالى…

لم يحدث ذلك لهم عبثا بل لنحتذي بها ولتكون لنا أسوة حسنة ولنتعظ ونعتبر، ولنعلم أن الدنيا ما هي إلا دار ابتلاء لم يسلم منه حتى الأنبياء وإن كلا منا مبتلى شاء أم أبى…

فمنا من ابتلي في نفسه: سواء بمرض، أو هم، أو قهر أو فقر، أو حزن، أو حرمان من نعمة…
ومنا من ابتلي في أهله: سواء بفقد غال وعزيز أو مرضه أو ذرية معطوبة، أو بأخوة كأخوة يوسف، أو بشريك حياة لم يتق الله…
ومنا من ابتلي بالمحيطين به… فأحيانا يبتلي الله الخلق بعضهم ببعض.
وليست كل الابتلاءات أو المصائب ذنوب وغضب من الله أو بالأصح ليست السبب الوحيد…
فأحيانا تكون (محبة من الله): لمحو هذه الذنوب أو لرفع درجات…
أو لابتعادنا عنه سبحانه وأراد أن يردنا ويرجعنا إليه…
أو ليحيي قلوبنا إن غفلت لنلوم أنفسنا ونراجع ضمائرنا تجاه الغير…
وأحيانا ليجعلنا نعود لنستشعر قيمة النعم التي اعتدناها فاستصغرناها…
أو ليجازنا جزاء الصبر ويكافئنا بأول عوض الصابرين
أجمل وأكبر النعم وهو (الرضا بالقدر) رضا مغلف بصبر
رحمة من الله لقلوب المبتلين وللأرواح المتعبة
تجعلهم يكتشفون حقيقة الدنيا بأنها دار ممر وليست مستقرا
فيستوعبون ابتلاءاتهم…
فيتعايشون مع المصائب بصبر، ومع الشدائد بحمد
ومع المواقف الصعبة برضا… ويهونون علي أنفسهم
حينها فقط ستكون بداية الحياة التي ستخرجنا من الحالة العامة التي أصابتنا جميعا وأحاطت مشاعرنا بكل ما هو سلبي فيختم علي قلوبنا بحالة من الحزن لا تنتهي…
لنحاول أن نعيش من جديد… وأذكركم ونفسي:
لا داعي بأن نضيق الحياة علي رقابنا أكثر من ذلك فنختنق… ولا داعي للإفراط في مشاعرنا السلبية التي تؤذينا نفسيا وجسديا… فلن يحدث أكثر مما كتبه الله لنا…
لا داعي لردات أفعالنا القوية تجاه الأشياء حتى التي تؤذينا
لأنها للأسف لن تصيب أحدا سوانا، ولن تغير من الأمر شيئا…
دعونا نأخذ هدنة لسلامنا النفسي ونصافح أيامنا:
فنخفف حمولة التفكير علي عقولنا
ونزيل أثقال الحزن علي عاتق أرواحنا
دعونا نتنفس، دعونا نتركها بلا حسابات وندعها تأتي من الله
وسندرك حينها أو بعد حين أننا كنا نبالغ في التفكير واستنزفنا أنفسنا بلا جدوى.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 2106 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.