وصحونا من غفوتنا على صوت نداء آتِ من السماء
قال أفيقوا فسأرسلُ عليكم رياح ربيع نقيةكُلها صفاء
قلنا أنّى يكون ذاك الربيع في غيرِ أوانٍ ومتى جاء
وتنسمت نفوسنا ربيعاً جميلاً جاء مخترقاً لقلبِ الشتاء
وتلكأت قلوبنا في الفرحةِ ظنّاً منّا أن ذاك سيذهب هباء
قُلنا أيها العربيُ أأنت الربيعُ فلماذا تمشي على إستحياء
قال أخافُ عليكم من نفوسِ تغلغل في قلوبها الكذب و الرياء
قُلنا لا تخف علينا فكم من مرةِ كان اللهُ فيها نصيراً للضعفاء
ونادى صوتِ من السماءتجمعوا وكفاكُم من الفُرقة الشقاء
فصرخنا صرخةً مدويةً سمعها اهلُ الارضِ ومن في السماء
ومحونا رماد اليأسِ من قلوبِ بائسةِ كانت سماتُها العناء
وبذرنا بذور أمل في أرضِ طالما كانت تنادي بالحب والوفاء
وبالرغم من اختلاف أدياننا وألواننا أمطرت عليناالسماء سواء
قُلنا تلك المياه المباركة من يغتسل بها تُزيلُ عن قلبهِ الجفاء
وسجدنا للهِ فرحةً ظناً مِنّا أن الخير آتِ مُعاونا ونصيراً للضعفاء
وكُنا كلما سقط شهيدُ قلنا ذاك ربيع الحريه ورودهُ تُروى بالدماء
ولم نكُن ندري ان هناك ذئاباًوضباعاً تتوارى وتندثرُ خلف الرعاء
ينظرون ويهمسون هِيتَ لكم أيها الاغبياء ففي النهاية نحن الاعِتاء
وتمضي الايام وتذوب الاحلام والامال ويصبح الربيع ذكرى رمداء
فلقد عبثنا حين ظننّا ان الفردوس سيهبط علي الارض بعد ذاك الشقاء
فلا خير َ ولا جنة في بلدِ اصبحت فيها اوكار البغايا ومقابر الشهداء سواء
ولك الله يا وطن من قبلِ ومن بعد ِ ولك يا رب نَهِب ارواح الشهداء
فلا تشمتوا فسيأتي يوماً بربيعِ يخترق خريف نفوسكم ايها السفهاء
سنهدم فيه جدار الصمت ونُشيد لصوتِ الحق فيناِ أعظمَ بناء
فكما قال يعقوب صبرٌ جميلٌ فالخير آتِ وتلك بُشرى الأنبياء.
الشاعرة مني يوسف أديب تكتب: ربيعُ أم خريفُ!؟
عدد المشاهدات = 4323