الأحد , 5 مايو 2024

إيمان فريد معاذ تكتب: الصحوة ..أم الغفوة ؟

= 2208

eman-moaz

 

قبل ثورة يناير (المجيدة ) بأعوام .. انتشرت ظاهرة الحجاب و النقاب و اللحية و الجلباب ..وسعد المصريون الطيبون بهذا  المصطلح الذى إنتشر بيننا فى كل مكان .. (اننا و الحمد لله فى حالة من الصحوة الدينية ) وبناء عليه ظهرت الجماعات الإسلامية .. والتكفير والهجرة .. وانصار السنة ..والسلفيين .. والجهاديين و غيرها من جماعات ..وجميعهم مجرد مسميات لتنظيم عنقودى هو الاخوان ..الذى تأسس و تجذر فى المجتمع منذ الأربعينيات  ..والذى قرر ان ينشط مرة أخرى فى شكل وثوب وصوت جديد ..فى ظل منظومة أمنية تترقبه و تطارده  ..وتدفقت عليه الاموال من قوى الشر العالمية طبقا لمخططهم اللعين ..لينطلقوا  فينا ارضا و فضاء ..
 
وانتشرت قنوات فضائية دينية على كل شكل و لون ..وانتشرت الجمعيات الأهلية الممولة من الخارج ..والمدارس الخاصة التى تحمل أفكارهم و كراهيتهم للمجتمع و لكل من يخالفهم ..وانتشرت مراكز تحفيظ القرآن فى كل مكان و فيها يتم نشر الفكر الوهابى المتشدد والوافد إلينا من شبه الجزيرة العربية ..وأصبحنا نبتعد يوما بعد يوم عن وسطيتنا و تحضرنا الدينى و الفكرى ..وتسربت لغة العنف الينا ..والوحشية  لبعض النفوس التى كانت طيبة و حضارية..

و للمرة الاولى فى تاريخ المصريين ..بدأت بعض القنوات الدينية تناقش و بتبجح ..هل المسيحى مؤمن أم كافر؟  و هل يجوز السلام عليه و تهنئته بالعيد ؟و هل يجوز الترحم عليه اذا مات؟ 

و كردة فعل طبيعية أو صناعية ..ظهرت ما سميت برابطة مسيحيي المهجر ..المتطرفين و الثائرين والمطالبين بحقوق النصارى المضطهدين  فى مصر  ..لولا ان تصدى لهم البابا شنودة رحمه الله مدافعا عن مصر و عن وحدة المصريين  .. 

أيضا  للمرة الاولى فى تاريخ مصر .. تنفجر الكنائس فى الأعياد موقعة عشرات القتلى من أبنائنا المصريين  ..وتعلوا أصوات المتآمرين على الفضائيات لتفتعل الازمات ..وتدنس المناسبات والشخصيات التاريخية و البطولات .. ويتهافت  المنتجين لإنتاج  أقبح الأفلام و المسلسلات لتشويه كل ما هو جميل من قيم واخلاق وشخصيات .. فيتجه الشعب الجميل للمسلسل التركى المبهر ..هاربين من قباحة المصرى.

و تأتى بعدها  الثورة (المجيدة)  لتتكشف الوجوه التى كم خدعتنا ..والألسنة التى كم أضلتنا ..ولنكتشف جميعا ان ما كنا فيه لم يكن الصحوة الدينية كما زعموا .. بل هى الخديعة و المؤامرة ..وهدم صرح الوطنية ..وانعدام الهوية ..

اليوم جميعنا بلا ادنى استثناء بعد ثورتين  ..نتمنى العودة لما قبل الصحوة الدينية ..العودة لأصالتنا و أخلاقنا وسماحة  ديننا الحنيف و محبتنا  ..العودة لإعلامنا الراقى  ومسلسلاتنا و افلامنا..

جميعنا دون ان نشعر اصبحنا نحول القنوات لأفلام الابيض و اسود عودة الى ماضينا الأصيل  ..نسعد بصوت ام كلثوم و عبد الوهاب و اغانى الزمن الجميل .. 
نشعر أننا فى أشد احتياجنا لصحوة أخلاقية تعود بنا لما قبل عصر الانفتاح و الفوضى  والفهلوة والفساد والسرقة المقنعة والبطالة المصطنعة … 
لنعود لعصر العلم والعمل والعرق والكفاح والبساطة ..من اجل النهوض بمستقبل أبنائنا ..
 
دعونا أيها السادة .. 

نقاطع ..كل ما هو سفيه يستخف بعقولنا سواء  على قنواتنا التلفزيونية أو الفضائية ..او حتى على مواقع التواصل الاجتماعي ..دعونا نرتقى بعقولنا وأخلاقنا لإصلاح ما أفسدوه هؤلاء الخونة فى هذا الجيل ..دعونا نعود لجوهر خلق يحمله  القرآن و الإنجيل.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12633 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.