الجمعة , 29 مارس 2024

هبة عمر تكتب: النصف الممتلئ..!

= 2420

Heba Omar

 

يطالبنا الرئيس بالنظر الي النصف الممتلئ من الكوب، وهذا أمر نفعله مرارا وتكرارا طوال الحياة، ولو لم يكن المصري صبورا قنوعا يميل للتفاؤل من أبسط الأشياء ماكان صبر علي كل ما مر به، والتفاؤل بالتأكيد صفة محمودة تريح القلب والذهن وتزيد مناعة الجسد، وينصح بها الأطباء والعلماء، ولكنهم قد لا يعملون بها ليستمروا في طموحهم وسعيهم لبلوغ الأفضل.

ولكن هل التفاؤل بلا قيد أو شرط  أي التفاؤل الأعمي هو هدف في حد ذاته ؟ وهل يعني التفاؤل أن تغلق عينك عن عثرات الطريق وتغلق فمك عن تنبيه السائرين؟

الحقيقة أن التفاؤل، مثل أغلب المشاعر، يتغير ويتبدل ويكبر وينقص، تبعا للمتغيرات ويحتاج الي متابعة مستمرة وشحن دائم للرصيد  حتي يظل قويا متماسكا،  ولا أعتقد أن التفاؤل يمكن أن ينمو مع وجود الخوف أو الشعور بالظلم، لأن المشاعر السلبية والإيجابية يصعب اجتماعها معا في نفس الوقت.. لكن الأفكار التي تتسم بالإيجابية وتحفز العقل علي تصحيح المسار وتغيير الواقع ، بعد أن تري سيئاته، وتفسح المجال أمام كل الرؤي هي التي تخلق مناخا متفائلا متوازنا ومستمرا .

واذا كان التفاؤل الأعمي قد يكون مضرا ودافعا للتعثر أحيانا،  فإن التشاؤم الأعمي قد يصبح أكثر ضررا  لأنه يطفئ طاقة الأمل ويعجز عن رؤية  مايتحقق في الواقع..وهناك كثير يتحقق ويتغير، وكثير جدا مازال يحتاج للتغيير حتي يتحقق ويحتاج الي فكر وتخطيط ووقت ويحتاج أيضا الي صبر.

مخاطبة العقول قبل المشاعر هي الأفضل علي المدي الطويل، والخطاب العاطفي الأبوي للرئيس أو أي مسئول في الدولة يجب أن يتحرر من الاستسلام لهذا النوع من الخطاب، ويعتمد أكثر علي إقناع العقل وتقديم المعلومات والحقائق كما هي دون تدخل أو تغيير، وامتلاك شجاعة قبول إختلاف المشارب والمعارف والأهواء والمقاصد بين البشر، وهنا تكمن القوة التي تبعث علي التفاؤل الحقيقي .

وكما نحن مطالبون برؤية النصف الممتلئ  نطالبكم قدر استطاعتكم بملء النصف الفارغ .

————

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6931 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.