الخميس , 28 مارس 2024

داليا جمال تكتب: براءة بـ 60 مليار جنيه..!

= 1246


وقال عقلي علي حين غفلة..لقد وقعنا في الفخ !!

نعم..كانت محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية تصدير الغاز لإسرائيل هي حجر الزاوية ورمانة الميزان في دفاع مصر عن نفسها أمام التحكيم الدولي الذي لجأت اليه إسرائيل مطالبة بتغريم مصر مبلغا وقدره 8 مليارات دولار تساوي 60 مليار جنيه مصري بالتمام والكمال، وهي قيمة التعويض الذي تطالب به إسرائيل نتيجة الضرر الذي وقع عليها بعد توقف مصر عن إمدادها بالغاز وفقا للعقد المبرم بين البلدين.

ولكن ماغاب عن ذهننا جميعا أن هيئة الدفاع المصرية عن موقف مصر قد استندت بالاستدلال علي فساد العقد المبرم من أساسه بأن رئيس الدولة يخضع للمحاكمة بسبب هذا العقد.

وبمنح مبارك البراءة، فإن قضية مصر قد أصبحت خاسرة. وفي الوقت الذي يبذل فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي جهودا مضنية لفتح ابواب الاستثمار وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال لضخ أموالهم في انعاش الاقتصاد المصري، فات علي القاضي الذي أصدر حكم البراءه أن يدين الرئيس الأسبق ولو بالحبس يوما واحدا مع إيقاف التنفيذ، لتحتفظ مصر بموقفها قويا في صراعها أمام التحكيم الدولي.

وتجنبا لتكبيد مصر واقتصادها 60 مليار جنيه قيمة التعويض الذي تطالبنا به إسرائيل في قضية الغاز!! وما أقوله هنا ليس تدخلا في أحكام القضاء الذي نجله جميعا، أو إملاء لحكم بعينه لكنها قراءة لتبعات ما سيحدث من جراء هذا الحكم.

وإذا كانت القيادة السياسية قد احترمت استقلال القضاء وأحكامه إلا أنه ينبغي عليها بالضرورة تدارك ردود الأفعال المترتبة علي هذا الحكم، في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلي كل جنيه لإصلاح ما أفسدته الأنظمة السياسية السابقة، لأنه في كل الأحوال ليس من العدل أن ننصف فردا واحدا بينما نهدر حق 90 مليون مواطن مصري، ونضيف عبئا ثقيلا علي قيادة مصر السياسية في هذا التوقيت الصعب.

وحسنا فعل النائب العام بالطعن علي أحكام البراءه والتي أرجو ان يبدأها بالطعن علي البراءة في قضية تصدير الغاز، حتي لا نصبح كمن سلم عدوه السلاح بيده ليقتله به!!

وإذا كان العقد المبرم قد ظلم مصر وأهدر حقها في السابق نتيجة المصالح الخاصة والفساد، إلا أنه لا يجوز أن يستمر دفع الثمن من حق الأجيال القادمة نتيجة الغفلة وسوء التقدير.
—————–
daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6437 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.