السبت , 20 أبريل 2024

فوضى الفضائيات..!

= 2020

Magdy El Shazly (2)


اذا كان العرب يستوردون من 40 الى 60 في المئة من الانتاج البرامجي الذي يبث عبر فضائياتهم، فما الجدوى إذن من إطلاق مئات القنوات الفضائية التي تملأ الهواء ليلا ونهارا ببرامجها المستوردة؟

واذا كنا كعرب نعاني من نقص شديد في البرامج التي تحمل هويتنا، فكيف لنا ان نواجه هذا الغزو الاعلامي والثقافي المستمر لبلادنا رغم إطلاقنا لكل هذه المحطات الفضائية؟

انظر مثلا إلى الاستيراد الكثيف من القنوات الفضائية العربية لكل هذا العدد من المسلسلات التركية رغم ما تحتويه من قيم وعادات أقل ما توصف به أنها غريبة عن بيئتنا ومغايرة للكثير من قيمنا وعاداتنا، ومع ذلك تصر الفضائيات العربية على الدخول في سباق نحو استيرادها وعرضها بلا انقطاع.

وانظر كذلك إلى استنساخ العشرات من البرامج الأجنبية سواء تلك التي تهدف إلى اكتشاف المواهب الغنائية وكأن مشكلة العرب الآن هي نقص "المطربين"، أو تلك التي تركز على "الربح السريع للمال" في ترسيخ سىء جدا لفكرة الثراء بأسهل الطرق وأسرعها، رغم ما تعانيه معظم بلادنا العربية من ارتفاع معدلات الفقر وكذلك اعداد الباحثين عن عمل.

فما السبب وراء إطلاق عشرات القنوات الفضائية التي تعتمد على "اقتباس" معظم برامجها، ناهيك عن تلك القنوات التي تعمد إلى "سرقة" محتواها بالكامل، وفي صدارتها قنوات الأفلام التي تعرض أحدث انتاجات السينما العربية والمصرية تحديدا من واقع "سيديهات" مهربة تحتوي على نسخ رديئة فنيا لهذه الأفلام..

هذه النوعية من القنوات الفضائية التي أطلقت دون امتلاك القدرة على الانتاج البرامجي..لعبت دورا كبيرا في الترويج لنمط "ردىء" من الإعلام والإعلان المرئيين، نمط يعتمد بصفة أساسية على السطحية في المضمون الإعلامي، والاتجاه نحو نمط إعلاني "مشوه" يروج أساسا لسلع غريبة على المجتمعات العربية، وفي مقدمتها الإعلانات المتعلقة بمواد التخسيس والمنشطات الجنسية ونمو الشعر وغيرها من المنتجات غير معلومة المصدر والعواقب.

حالة "الإنفلات الفضائي" هذه لعبت دورا سيئا للغاية على المستوى الأخلاقي، وأثرت سلبا على الذوق العام لملايين المشاهدين الذين تابعوا إرسالها بانتظام، وحتى الآن لم يدرك العرب أن الإعلام يشكل أحد أسلحة هذا العصر المؤثرة في هدم المجتمعات..ولم ينتبه أحد إلى ضرورة التحرك لوقف هذه الفوضى غير الخلاقة.

مجدي الشاذلي

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 18845 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.