يكتبه: عبد الناصر عبد العزيز
انخلع قلبه وهو ينظر إليها وهي. . تجمع كل متعلقاتها. . . إنها تجمع ملابسها. . وكتبها. . . وبراويز صورها. . وكل ما يخصها. . فما هي إلا أيام بسيطة وستزف إلى بيت زوجها. . ينظر إليها ويسترجع في خاطره كل ماضيها في المنزل. . . منذ طفولتها البريئة السعيدة. . . وأبوته الحانية العطوفة. . .
يتذكر دلالها ودلعها عليه. . وضجيجها الذي كان يملأ المكان. . . . لم يتخيل أنها ويخلو البيت من صوتها ورائحتها. . وطعمها. . . ولما لا وهي ابنته ونياط قلبه! وفرحته في هذه الدنيا. . . .
مرت الأيام بسرعة. . . وهي سعيدة مبتهجة تنتظر يوم الزفاف! ومن حكمة الله أن البنت لا تبالي بحزن أبيها لفراقها. . . . فبينما تزف البنت لبيت زوجها. . . ينتاب كل أب شعور أنه كأنما يشيعها لقبرها. . . ويحترق قلبه لفراقها…
وجاء يوم الفرح. . . وحضرت سيارات العريس بضجيجها والأب ينظر إليها باكيا ملتاعا وهي تلبس الفستان الأبيض. . وكلما قبلها ولمست دموعه وجهها. .!
قالت يا بابا. . . هتبوظلى المكياج! ! ! ذهبت لعشها الجديد حالمة بالجنة الموعودة. . . ومر شهر شهرين. . . وفي الشهر الثالث. . . سمع الأب من يطرق الباب ولما فتح فوجئ بحبيبة قلبه ومعها حقيبة ملابسها وهي تبكي. . وعلي وجهها وجسدها علامات الضرب. . . . من الحيوان الذي ارتضته زوجا وسكنا. . . فكان. . . خسيسا ونذلا. . . ولم يكرم بنت الكرام ولم يرحم ضعفها. . . . . أغرب ما فى الأمر. . إن الأب حاز سعادة الدنيا عندما رأى ابنته من جديد.. صورة تتكرر في حياتنا.
طااااب مساؤكم. . . يسعدنا مروركم. .