السبت , 27 أبريل 2024

ضحية “باردو”..السياسة أم السياحة؟

= 2033


مجدي الشاذلي  Magdy El Shazly

logoرغم حالة الاتفاق المحلى والعربى والدولى على استنكار ورفض ما جرى فى متحف "باردو" التونسى خلال الأسبوع الماضى، باعتباره عملية إرهابية ودموية بكل المقاييس، لكن الاختلاف بدا واضحا حول الهدف من هذه العملية التى وقعت فى المتحف الملاصق تماما للبرلمان التونسى في العاصمة، فهل كان متحف "باردو" هو المقصود فعلا بهذه العملية لضرب الموسم السياحى لبلد تعتمد موازنته العامة على السياحة؟ أم أن هناك حسابات سياسية أخرى هى التى حركت هؤلاء الجناة ومن يقفون وراءهم؟

وما يثير حيرة المحللين لهذا الحادث، أنه فى الوقت الذى كان متحف "باردو" يعج بأكثر من 100 سائح أجنبى وقت وقوع الحادث الإرهابى، كان البرلمان التونسى فى طريقه للانعقاد فى جلسة تضمن الاستماع لوزير العدل وعدد من العسكريين، وذكرت وسائل إعلام تونسية أن "المسلحين الثلاثة اقتحموا مبنى البرلمان أولا، وتبادلوا إطلاق النار مع القوة الأمنية المكلفة بحراسته، قبل أن ينتقلوا إلى مبنى المتحف حيث احتجزوا السياح كرهائن". بحسب راديو موزاييك المحلي.

ملابسات الحادث الذى أودى بحياة 22 شخصا، وإصابة نحو 50 آخرين، تشير إلى إمكانية وجود مخطط للهجوم على البرلمان باعتباره المؤسسة المنتخبة فى البلاد، وأن الجزء الثانى للخطة كان الهجوم على المتحف فى حال الفشل فى اقتحام البرلمان، وبخاصة أن الحماية الأمنية لمبنى المتحف أضعف كثيرا من تلك المتوفرة لمبنى البرلمان الذى يصنف ضمن المبانى السيادية. وفى كلتا الحالتين الخسائر كانت مضمونة سواء فى البشر أو فى إنعكاسات الحادث على الأوضاع السياسية فى تونس وكذلك على السياحة التى تعد مصدرا أساسيا للدخل فى البلاد.

التطور النوعى للعمليات الإرهابية فى تونس بعد حادث متحف "باردو" لن يتوقف فقط عند تبنى تنظيم داعش للعملية عبر حسابات وصفحات تابعة للتنظيم الإرهابى، ولا فى كونه يأتى ضمن إطار سفك الدماء المتصاعد فى ليبيا المجاورة نتيجة إعلان الحكومة التونسية مقتل قائد تونسى جهادى مطلوب يدعى أحمد الرويسى فى ليبيا، ولكن خطورة الحادث تنبع من إنه الأكثر دموية منذ عشر سنوات فى تونس، وهو ما ينذر بتطور مثير للقلق مستقبلا لهجمات الجماعات المتشددة التى ظلت طوال الفترة الماضية كامنة فى منطقة جبل الشعانبي بوسط غرب البلاد، والآن طالت يد الإرهاب قلب العاصمة، فى ظل وضع أمنى هش تعيشه تونس، الأمر الذى ينذر بدخول هذه الجماعات الإرهابية فى معركة طويلة الأمد مع الحكومة والرئيس التونسى المنتخب.

أما التأثير الموجع للحادث على الاقتصاد التونسى، فقد لخصه الخبير السياحى عماد الزرقانى فى تصريحات إعلامية، متوقعا إن الأيام القادمة سوف تشهد إلغاء كل الحجوزات والعقود مع وكالات السفر الأجنبية التي تم إبرامها خلال شهر ديسمبر 2014 ويناير 2015، تحضيرا للموسم  السياحى القادم. مؤكدا أن هذه الأحداث ستكون تداعياتها كبيرة حيث من المتوقع أن يتم إلغاء حوالى 80% من الحجوزات المبرمة كردة فعل أولية على الأحداث التي عرفتها مدينة باردو. وأن  "ما حصل هو ضربة قاصمة للموسم السياحى الذي يوفر 3.5 مليار دينار تونسي (1.7 مليار دولار) سنويا".

مجدى الشاذلى

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 19195 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.