حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
لم يكن حال التعليم العالي في مصر بهذه الدرجة من السوء منذ تأسيس الجامعة الأهلية المعروفة حاليا بـ(جامعة القاهرة) ، ولم تكن أوضاع طلاب التعليم الجامعي بهذه الدرجة من العشوائية والتشتت وضياع الأهداف أكثر مما هي عليه الآن.
الحقيقة أنني استغرب من صمت الحكومة على انهيار التعليم الجامعي في مصر ، واستغرب بصفة خاصة من موقف وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، وهما يشهدان طوال السنوات الماضية على ضياع البقية الباقية من هيبة ومكانة الجامعات الحكومية في مصر، لدرجة جعلت خريجي هذه الجامعات لا يحصلون على فرص العمل سواء داخل مصر او خارجها نظرا للتدني الشديد في مستواهم العلمي.
لكن يبدو أن التراجع الذي نعيشه في معظم مناحي الحياة في العقدين الأخيرين ، لم يترك لنا شيئا إلا وطاله، حتى التعليم الذي نحسبه دائما الجدار الأخير في حماية ثوابت الأمة ومقدراتها والدرع الواقي لمخاطر المستقبل عبر هذه الأجيال التي يفترض أنها ستقود دفة الأمور في البلاد مستقبلا.
ولا يساورني أي شك في أن هذه الحالة المزرية التي يعيشها التعليم الجامعي في مصر لا تنفصل عن انهيار الحلقتين التعليميتين السابقتين عليه مباشرة، فالتعليم العام وكذلك التعليم الأساسي في بلدنا يعانيان من سياسات متخبطة تزيدهما انهيارا بدلا من العمل على تطويرهما وربطهما بمجالات العلم والتكنولوجيا التي تتيح لمصر الانتقال الى عصر ثورة المعلومات والاتصالات.
إن الثورة الحقيقية التي تحتاجها مصر هي ثورة التعليم، وإذا لم تضع الدولة مشروعها القومي الأول في التعليم، فلا أمل في أية إصلاحات تتحدث عنها في مصر!
مجدي الشاذلي
