السبت , 4 مايو 2024

حرمة النفس في الإسلام

= 1499

 

يقول عز وجل في سورة المائدة: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِيالأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا" أي أن من يقتل نفسًا بشرية بغير حق عمدًا، فكأنه قتل الناس جميعًا من عظم وهول فعله عند الله.

ويقول تعالى في سورة الحجرات: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

فقبل ظهور الإسلام كانت جزيرة العرب ساحة للقتال والحروب، فكانت القبائل العربية في صراع وحروب لاتتوقف؛ يستحل بعضهم دماء، وأموال، وأعراض بعض… وراء هذه الحروب قِيَم جاهليةً نشأ عليها الآباء وتوارثها الأبناء من بعدهم أجيالا وراء أجيال،

وكان المستفيد الوحيد من هذه الفرقة والحروب الداخلية بين القبائل العربية، اليهود داخل الجزيرة في المدينة وخيبر، حيث يسيطرون على أراضيها الزراعية، وسوقها التجارية، ونفوذها السياسي، وكذلك الفرس والروم خارج الجزيرة الذين حقّقوا أمنهم؛ بسبب ضعف العرب وتفرقهم.

وعندما جاء الإسلام صنع للعرب وحدتهم واستقلالهم وعزّهم، ودعا إلى إقامة مجتمع يقوم على أسس من الوحدة والأخوة والرحمة، وحرَّم العصبيّة القبليّة، ونبذ العنف والقتال واستباحة الدماء بدون وجه حق، سواء بين المسلمين وبعضهم أو بينهم وبين باقي البشر.

فها هو النبي "صلوات الله وسلامه عليه" يدعوهم إلى هذه المعاني السامية قائلا: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".

ويقول أيضا :((لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)).

وفي حجة الوداع أكد النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" هذا بقوله "كلكم لآدم وآدم من تراب".

وفي ظل هذا تحوّل مجتمع الإسلام في المدينة إلى واحة محبة ورحمة وسعادة، بدلًا من ساحة حرب ودماء، وانتقل هذا منه إلى العالم من حوله.

وقد روي عن ابن عباس وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أنه -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا.

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 4110 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.