الخميس , 16 مايو 2024

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

= 7279

✍️ صفاء مكرم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن لهديه اقتفى .. اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك

هاهى الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل كما ذكرها ابن قيم الجوزية رحمه الله

السبب الأول : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه .

قال الإمام النووى : أول ما يجب على القارىء ينبغى أن يستحضر في نفسه
أنه يناجي الله تعالى ولهذا فإن رجلا من أصحاب النبي استجلب محبة
الله بتلاوة سورة واحدة وتدبرها ومحبتها وهي سورة الإخلاص التي فيها صفة الرحمن جل وعلا فظل يرددها في صلاته فلما سئل عن ذلك قال : ( لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها ( فقال النبي أخبروه أن الله يحبه ) .

السبب الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة . من تقرب إلى الله تعالى بعد أداء الفرائض بالنوافل وهم أهل درجة السابقين المقربين لأنهم تقربوا إلى الله بعد الفرائض بالإجتهاد في نوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات بالورع وذلك يوجب للعبد محبة الله كما قال تعالى في الحديث القدسي ( لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ) .

السبب الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر . قال رسول الله : ( إن الله عز وجل يقول أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه ). وقال الله تعالى ( فاذكروني أذكركم ) . وقال رسول الله ( قد سبق المفردون ( قالوا ومن المفردون يارسول الله .. قال : ( الذاكرون الله كثير والذاكرات ( وقال رسول الله من يبين خسارة من لا يذكر الله ( ما يقعد قوم مقعد لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبى إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب ) . وقال رسول الله ﷺ ( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا من مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة ) . وكان أبي الدرداء رضى الله عنه يقول : ( الذين لا تزال السنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك ) .

السبب الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم
إلى محابه وإن صعب المرتقى . يقول ابن القيم في شرح هذه العبارة : إينار رضى الله على رضى غيره ، وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن وضعف عنه الطول والبدن ) . وقال رحمه الله ( إيثار رضى الله عز وجل على غيره وهو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته ولو أغضب الخلق وهى درجة الإيثار وأعلاها لأولى العزم منهم وأعلاها لنبينا محمد وهذا كله لا يكون إلا لثلاثة أمور ( قهر هوى النفس – مخالفة هوى النفس – مجاهدة الشيطان وأوليائه ) .

السبب الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه الله لا محالة .
قال ابن القيم : ( لا يوصف بالمعرفة إلا من كان عالم بالله وبالطريق الموصل إلى الله وبآفاتها وقواطعها وله حال من الله تشهد له بالمعرفة فالعارف هو من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ثم صدق الله في معاملته ثم أخلص له في قصده ونيته ) . وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( إن لله تسع وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )
فمن جحد الصفات فقد هدم أساس الإسلام والإيمان وأتلف شجرة الإحسان فضلا عن أن يكون من أهل العرفان

السبب السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته
العبد أسير الإحسان فالإنعام والبر واللطف معانى تسترق مشاعره
وتستولى على أحاسيسه وتدفعه إلى محبة من يسدى إليه النعمة ويهدى
إليه المعروف ولا منعم على الحقيقة ولا محسن إلا الله هذه دلالة العقل
الصريح والنقل الصحيح فلا محبوب في الحقيقة عند ذوي البصائر إلا
الله تعالى ولا مستحق للمحبة كلها سواه .
قال سبحانه وتعالى : ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) .

السبب السابع : ( وهو من أعجبها ) وهو انكسار القلب بكنينه بين يدى
الله تعالى وليس في التعبير عن المعنى غير الأسماء والعبارات
والإنكسار بمعنى الخشوع وهو الذل والسكون . قال تعالى : ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) .. يقول الراغب الأصفهاني : الخشوع : فيما يوجد على الجوارح والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ولذلك قيل إذا ضرع القلب خشعت جوارحه وقد كان السلف في الخشوع بين يدى الله أحوال عجيبة تدل على ما كانت عليهم قلوبهم من صفاء ونقاء.. كان عبد الله بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره لا تحسبه
إلا جذع حائط.

السبب الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهى لمناجاته وتلاوة كلامه . والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالإستغفار والتوبة .. قال تعالى : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) .
إن أصحاب الليل هم بلا شك من أهل المحبة بل هم من أشرف أهل المحبة لأن قيامهم في الليل بين يدى الله تعالى يجمع لهم كل أسباب المحبة التي سبق ذكرها .. ولهذا فلا عجب أن ينزل أمين السماء جبريل عليه السلام على أمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له : ( واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه واستغنائه عن الناس ) .

السبب التاسع : مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطياب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك .
قال رسول الله : ( قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتحابين في ، ووجبت محبتى للمتجالسين في ووجبت محبتي للمتزاورين في ) .
قال رسول الله : ( أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله ) .
فمحبة المسلم لأخيه فى الله ثمرة لصدق الإيمان وحسن الخلق وهي سياج واق ويحفظ الله به قلب العبد ويشتد فيه الإيمان حتى لا ينفلت أو يضعف.

السبب العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
فالقلب إذا فسد فلن يجد المرء فائدة فيما يصلحه من شئون دنياه ولن يجد نفعا أو كسبا في أخراه .
قال تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
صدق الله العظيم

شاهد أيضاً

تعرف على فضل وأسرار قراءة سورة البقرة في البيوت

عدد المشاهدات = 20996 ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: اجعلوا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.