حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
«أمامنا في تونس شعب قرر بناء بلده انطلاقاً من التعددية السياسية وكرامة وحرية الإنسان، وبعيداً عن الاستبداد فهل سنساعده لتنجح التجربة أم سنراقبه وهو يواجه الصعوبات وحده»..
الطبيعي أن تكون هذه الجمل الرنانة لزعيم يدرك معني الكرامة والحرية والديمقراطية ، لكن العجيب أن يكون من أطلقها مجرد قزم يمارس الديكتاتورية ولم يذق شعبه أي قطرة من معاني تلك التعددية السياسية حتي أنه لم يستشره بقرار يتعلق بسيادته حينما أقامت أمريكا، بأغلبية أرضه، أكبر القواعد العسكرية بالمنطقة.. وجميعنا يعلم أنها الداعم الأساسي لإسرائيل السالبة لحقوق أشقائنا الفلسطينيين.
هكذا تشدق أمير الدويلة في تونس مؤخرا، معلنا دعم ديمقراطيتها ومتناسيا أن شعبه الشقيق، المحروم من ثرواته لصالح فئة طاغية حاكمة، لم يذق في تواجده هذه الحرية وتلك الديمقراطية .
سلسلة من التناقضات والأكاذيب تبثها تلك الدويلة بكل ما أوتيت من عوائد نفطية وقناتها الإعلامية المشبوهة، حقدا وغلا علي مصر، وذلك بالرغم من عدم وجود أي وجه للمقارنة بين القمة والقاع أو بين العراقة والفقاعة ، وذلك بعدما أطاحت ثورة يونيو بحكم الجماعة الإرهابية والتي لعبت قطر دورا، مستمرا للآن ، في دعمها وبلاحدود..
نفس الأمر ظهر وبشكل فج في محاولة التقليل من النصر العربي الوحيد في عام ١٩٧٣علي ألد أعدائنا وانتقاد أهم وأقدم وأكبر جيش بالمنطقة.. والغريب أن ذلك أتي من دويلة حينما ارادت شراء طائرات»الرافال»الفرنسية أرسلت ليس قطريين للتدريب عليها وإنما باكستانيين!
ووسط كل هذه الأكاذيب تحدث وزير الخارجية القطري بالحقيقة حينما أقر بمواصله تسليح الميليشيات السورية.. هذه الحقيقة لم تكن فضيلة للنظام القطري بل رذيلة لأنها خلقت التربة التي رعرعت داعش بالتعاون مع قوي إقليمية ودولية بهدف إشعال منطقتنا للأبد..
ولا شك أن استمرار هذه السياسات والمؤامرات الخبيثة للدويلة سيكون دافع ثمنها الأول منطقة الخليج والشعب القطري وذلك مالم يتم وضع الحد وبالتوقيت المناسب لخروقاتها وتجاوزاتها وتطاولاتها علي منطقتنا العربية والكبري مصر.
————–
Wardaelhusini@yahoo.com
