الخميس , 2 مايو 2024

هكذا نهدم بيوتنا (3 من 5)

= 2592

بقلم: عادل عبد الستار العيلة

كما أشرت في المقالين السابقين من هذه السلسلة أن هناك عددا من الأمور التي تحدث بين الزوجين تعمل على خلق عدم الاستقرار والخلافات.. لذلك نسعى في تلك السطور إلى الإشارة إليها وكيفية التعامل معها حتى نصل إلى حياة زوجية مستقرة وهادئة، وقد ذكرنا أمورا أربعة فيما سبق واليوم نتابع .. ونقول:

5/ الاستهزاء وجرح المشاعر:

الاستهزاء والسخرية من أحد الطرفين تجاه الآخر في تصرفاته وسلوكياته، أو في مظهره، أو في طريقة تفكيره، أو في غير ذلك من الأمور يولد نوعا من المشاعر السلبية المشبعة بالإحباط والنفور، وعدم الميل تجاه الطرف المستهزئ، فلا تترك مجالا للحب والود؛ لذلك على الزوجين أن يحرصا على أن يحترم كل منهما مشاعر الآخر، ويظهر تقديره له، ثم على الطرف الآخر أيضا أن يوضح بشكل واضح تماما المقصود من تصرفاته أو لماذا يقوم بالأمر الفلاني أو بالسلوك الفلاني، ويجب أن يذكر كلا الطرفين أنه ربما كان هناك اختلاف في نمط التفكير والتعاطي مع الأمور والموضوعات المختلفة أو التعامل مع حل المشكلات فكل طرف طريقته وأسلوبه وعليه أن يوضح هذا لشريك الحياة.

6/ عدم التقدير والتقليل من قدر الآخر:

قد يكون لكل من الطرفين أهداف وطموحات تحتاج إلى المساندة والمساعدة في تحقيقها، ولكن عدم تفهم الطرف الآخر لهذه الأمور وعدم تقديره لها، يدفعه إلى التقليل من قيمة هذه الأهداف، وتثبيط الهمة، وقد يصل الأمر إلى السخرية منها، مما يولد شعورا بالضيق لدى الطرف صاحب الطموح، ويتبع ذلك فتورا عاطفيا خاصة إذا أبدى آخرون إعجابا بهذه الطموحات (الزوجة تريد أن تقدم للماجستير مثلا… فلا يليق أبدا من الزوج أن يقلل من هذا أو يسخر منه (يعنى أنت هتعملي إيه بالماجستير دا… أنت عاوده تنشغلي وخلاص… بيتك وأولادك أولى بك يا ست هوانم) هذا النوع من الكلام يبث في نفس الطرف الآخر الكثير من الحزن والضيق… لأنه كان يتوقع منك الدعم والتشجيع أو على الأقل النقاش العاقل والمنطقي في الأمر (مثلا… يقول للزوجة طيب يا حبيبتي لدى فكرة هايلة جدا لكن احنا دلوقتى عندنا طفل رضيع… ممكن بس تنتظري إلى أن يكبر قليلا وبعدها تقومي بهذا) فعلى الزوجين أن يعيش كل منهما طموحات الآخر، وأن يبذل كلا منهما للآخر المشاركة المعنوية والمادية في تحقيق هذه الطموحات والآمال، ولكن بشرط ألا تأخذه أو تأخذها تلك الطموحات إلى الإهمال للبيت والأسرة وإهمال الطرف الآخر، وعلى الزوج والزوجة أن يعلما جيدا أن النجاح الحقيقي هو نجاحهما في أسرتهما، وأن أي نجاح يبنى على حطام البيت والأسرة لا قيمة له، ومع الوقت سيشعر أن هذا الذي اعتبره نجاح ما كان إلا منتهى الفشل ولكنه لا يدري.

7/ الغيرة الشديدة:

قد تدمر الغيرة العلاقة الزوجية، وتنقلها من الأمان إلى القلق والشك، فتثور الأسئلة التشكيكية، ويتبع ذلك سوء الظن والتكذيب، مما يولد العنف والخوف، وفي ظل هذه الأجواء تختفي كل معاني الحب والود، وعلى الزوجين أن يلتزما الغيرة المعتدلة البعيدة عن الإفراط أو التفريط، وأن يلتزما بالصراحة والوضوح؛ تجنبا لإثارة بذور الشك والريبة بينهما.

حفظ الله بيوتنا… حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا

———————
* مدرب معتمد للعلاقات الأسرية والزوجية

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 3159 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.