انتشر وباء الاكتئاب في العالم حتي أصاب 350 مليون شخص، طبقا لدراسة مولتها منظمة الصحة العالمية في 2012، ومع تزايد معدلاته خاصة في الشرق الأوسط في ظل عدم الاستقرار الذي يعانيه الكثيرون وسط الصراعات الأهلية، اكتشف العلماء أن هناك ارتباطا قويا بين الحالة المزاجية السيئة والإضاءة الصناعية.
فقد أثبتت دراسة بجامعة أوهايو الأمريكية أن التعرض للاضاءة وشاشات التليفزيون ليلا يسبب تغيرات في منطقة المخ المسئولة عن الحالة المزاجية. وحذرت الجمعية الطبية الأمريكية من أن السهر أمام التليفزيون والكمبيوتر يؤدي للاكتئاب لأنه يغير من استجابة الهرمونات في الجسم.
نفس النتيجة توصل إليها المسح الصحي في انجلترا لعينة من 68 ألف شخص في الفترة ما بين 1994 وحتي 2004، ومن خلال عشر دراسات متوازية، تبين أن إطالة النظر لشاشات اللاب توب وأنت مستلق في الفراش ليلاً تؤثر سلباً علي نمط النوم والصحة العامة، ومن ثم الحالة النفسية، وخلصت الدراسات إلي أن التوتر اليومي ولو كان بسيطاً قد يصيبك بأمراض القلب والسرطان والموت المبكر.
ولهذا فإن نصيحة الخبراء بإطفاء الأنوار، والابتعاد عن التليفزيون والكمبيوتر بوقت كاف قبل النوم، تجنباً للشعور بالاكتئاب، تعد فرصة ثمينة لترشيد الكهرباء أيضاً التي نعاني من كثرة انقطاعها.. وبذلك نضرب عصفورين بحجر، نوفر في الطاقة ونبعد عن أنفسنا شبح المرض.
وهنا يثبت العلم أن ما جاء في القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام هو المنهج الصحيح للحياة : «وجعلنا الليل سباتاُ وجعلنا النهار معاشاً»، فلنعد لدورة النوم الطبيعية التي فطر الله الانسان عليها حتي نستعيد صحتنا النفسية والجسمانية.