الثلاثاء , 30 أبريل 2024

القادسية..معركة غيرت مجرى التاريخ

= 1909


logo

في مثل هذا اليوم كان المسلمون يزلزلون عرش كسري والامبراطورية الفارسية إيذاناً بزوالها في معركة من أعظم معارك المسلمين، هي معركة "القادسية" وما ادراك ما القادسية.

معركة غيرت مجري التاريخ العالمي وليس الاسلامي فقط، معركة قادها سعد وكبر فيها رفاقة من الصحابة رضوان الله عليهم في وجه أفيال كسري وجنودة ويفر في وجههم رستم أعظم قائد في جيش كسري .

وقعت هذه المعركة خلال شهر نوفمبر، وبالتحديد في 13 شعبان 15 هـ الموافق 16-19 نوفمبر 636م، ودارت بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والفرس بقيادة رستم، وسار رستم وفي مقدمته الجالينوس وجعل في ميمنته الهرمزان وعلى الميسرة مهران بن بهرام حتى وصل الحيرة ثم النجف حتى وصل القادسية في جيش يتكون من مائتي وأربعين ألف ومعهم سبعون فيلاً.

وصار سعد مع ستة وثلاثون ألفاً منهم تسعة وتسعون بدرياً وثلاثمائة وبضعة عشر ممن كان له صحبة فيما بين بيعة الرضوان إلى ما فوق ذلك، وثلاثمائة ممن شهد الفتح وسبعمائة من أبناء الصحابة
فنظم الجيش وجعل على الميمنة عبد الله بن المعتم وعلى الميسرة شرحبيل بن السمط الكندي وجعل خليفته إذا استشهد خالد بن عرفطة .

وتقابل الجيشان وربما لا يعلم كثير من المسلمين أن معركة القادسية كانت أيام عدة أيام وليست يوماً واحداً وتغيرت فيها دفة القتال من طرف لآخر حتى تم النصر للمسلمين في نهاية الأمر
ودارت رحي المعركة الطاحنة وفي اليوم الثالث من القتال وهو يوم "عمواس"، أصبح القوم وبين الصفين من قتلى المسلمين ألفان ومن جريح وميت من الفرس عشرة آلاف فنقل المسلمون قتلاهم إلى المقابر والجرحى إلى النساء وأما قتلى الفرس فبين الصفين لم ينقلوا.

وبات القعقاع لا ينام فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس وأوصاهم إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة ففعلوا ذلك في الصباح فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس.

وابتدأ القتال في صباح اليوم الثالث وسمي يوم عمواس والفرس قد أصلحوا توابيتهم فأقبلت الفيلة يحميها الرجالة فنفرت الخيل ورأى سعد الفيلة عادت لفعلها يوم أرماث، فقال لـعاصم بن عمرو والقعقاع اكفياني الفيل الأبيض وقال لحمال والربيل اكفياني الفيل الأجرب، فأخذ الأولان رمحين وتقدما نحو الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عينيه فنفض رأسه وطرح ساسته ودلى مشفره فضربه القعقاع فوقع لجنبه وحمل الآخران على الفيل الأجرب فطعنه حمال في عينه فجلس ثم استوى وضربه الربيل فأبان مشفره، فأفلت الأجرب جريحاً وولى وألقى نفسه في النهر واتبعته الفيلة وعدت حتى وصلت المدائن ثم تزاحف الجيشان فاجتلدوا وسميت هذه الليلة ليلة الهرير.

وفي هذه الليلة حمل القعقاع وأخوه عاصم بن عمرو التميمي والجيش على الفرس بعد صلاة العشاء فكان القتال حتى الصباح وانقطعت الأخبار عن سعد ورستم فلم ينم الناس تلك الليلة..فلما جاءت الظهيرة كان أول من زال عن مكانه الفيرزان والهرمزان فانفرج القلب وأرسل الله ريحاً هوت بسرير رستم وعلاه الغبار ووصل القعقاع إلى السرير، فلم يجد رستم الذي هرب واستظل تحت بغل فوقه حمله فضرب هلال بن علفة التيمي من بني الرباب الحمل الذي تحته رستم وهو لا يعرف بوجوده فهرب رستم إلى النهر فرمى نفسه، ورآه هلال فتبعه وارتمى عليه فأخرجه من النهر ثم قتله ثم صعد طرف السرير وقال قتلت رستم ..ورب الكعبة.. إلي إلي!!.

فانهارت حينئذ معنويات الفرس فانهزموا وعبروا النهر فتبعهم المسلمون يخزونهم برماحهم فسقط من الفرس في النهر ألوفا..وقتل من المسلمين ليلة الهرير ويوم القادسية ثمانية آلاف وخمسمائة ومن الفرس في الليلة نفسها أكثر من ثلاثين ألفا ولحق زهرة بن الحوية التميمي الجالينوس فقتله.

وأرسل سعد بن أبي وقاص ببشارة النصر للخليفة عمر وكانت الجزيرة العربية بأسرها ومعها الروم والعالم كله في وقتها ينتظر نتيجة هذه المعركة الحاسمة، وبلغت خسائر الفرس في هذه المعركة حوالي خمسين ألفاً وكل القائدة الكبار قتلوا أمثال رستم والجالنيوس وبهمن جاذيه وشهريار.

هكذا..كان يوم القادسية من أعظم أيام الإسلام التي كتب الله عز وجل فيها النصر للمسلمين، وكان نقطة فاصلة في تاريخ الصراع بين المسلمين والمجوس انهارت بعدها إمبراطورية الفرس .
——————
المصدر: تاريخ الرسل والملوك بن جرير الطبري – الكامل في التاريخ بن الاثير

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 1147 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.