علا العيسوي
طلب إحاطة تقدمت به النائبة آمال رزق الله، إلي مجلس النواب أثار الفزع بين النواب والمواطنين، من انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال، حيث أكدت رزق الله، في طلبها، أن وقائع اختطاف الأطفال في مصر تزايدت في الآونة الأخيرة باختلاف محافظاتها، حتي باتت ظاهرة تثير رعب المجتمع، وسط اتهامات من الأهالي بتغافل الأجهزة الأمنية لدورها في حفظ المجتمع.
ولفتت النائبة، إلي قضية الطفلة «رؤي» البالغة من العمر 9 أعوام، والتي تم اختطافها من قبل شاب يبلغ من العمر 18 عاما ثم اغتصابها وقتلها، ولا تزال التحقيقات معه مستمرة منذ 4 أشهر، ولم يحول القاتل إلي المحكمة حتي الآن.
وأكدت رزق الله، أنه تم العثور علي جثث لأكثر من طفل في محافظة الشرقية، حيث تم اختطافهم أثناء ذهابهم إلي المدارس، كما يتم استخدام الأطفال المخطوفين في التسول من قبل الشبكات المنتشرة بمصر أو قتلهم من قبل عصابات سرقة الأعضاء.
ظاهرة الخطف لم تقف عند حد الأطفال فقط بل انتشرت في أكثر من فئة عمرية، بالإضافة إلي تزايد حالات خطف الفتيات.
مروة عيسي روت قصتها مع سيدة في حي مدينة نصر تجوب الشوارع كل يوم باكية تستعطف الناس مدعية أن هناك شخصا ما قد سرق أموالها وتستعطف الفتيات وتركب معهم، وتذهب بهم إلي مناطق لا أحد يدري إلي أين يذهب هؤلاء الأشخاص فيما بعد.
رائحة المخدر!
أما أسماء جمال فتحكي قصتها قائلة »أنا وابني اتكتب لنا عمر جديد«، مضيفة »كنت أقف بجوار المترو زوجي تركني لأذهب إلي البيت وابني كنت أحمله علي كتفي أنظر حولي وأتحدث وفجأة عندما وضعت الحقيبة علي الأرض لمحت خلفي سيدة منقبة تقترب مني في لحظة، ثم وجدت رائحة مخدر مثل المخدر الذي يوجد في غرفة عيادات الأسنان، ولم أهتم، أخذت حقيبتي وأكملت طريقي وذهبت لدي السلم الكهربائي بالمترو ووجدت رائحة قريبة مني، وفجأة ابني تعرض للإغماء، أصبحت في حالة من الذهول واحتضنت طفلي.
تضيف: »نظرت إلي جانبي تأكدت أنها مازالت خلفي، وتقلب بين شنطها، وفجأة وجدتها تضرب علي كتفي، قائلة »الحقي ابنك رجع علي ظهرك«، في هذه اللحظة تذكرت كل ما قرأته عن حالات الخطف الجديدة، وكل ما ذكر عن هذا الموضوع، وكل ما كان يدور برأسي أني لن أنظر خلفي، وتوضح ركضت وأنا أحتضن طفلي ووجدت شابين أمامي يعطلان الطريق، وأنا بدأت أدوخ من رائحة المخدر، استمريت في الهرولة حتي خرجت خارج المترو، وتابعت: »استمر طفلي ما يقرب من ربع ساعة حتي أفاق، هنا لابد أن أوجه رسالة لكل سيدة لابد أن تمسكي بأطفالك ولا تخرجي من البيت إلا للضرورة».
ميكروباص حلوان
مني كمال، تقول: »أنا مش مصدقة إني لسة عايشة وابني معايا.. كنت في طريقي للبيت إلي حلوان ومعي ابني يبلغ من العمر 4 سنوات، كنت أجلس في الميكروباص وفي طريق العودة إلي المنزل كنت أجلس في الكرسي الخلفي، وبجواري سيدة ..وجدت رائحة نفاذة داخل السيارة.. تعرضت للإغماء وبجواري طفلي، وحينما استيقظت بعدها بحوالي ربع ساعة، سرد لي شابا ـ استيقظت عيني عليه ـ القصة وقال لي إن السيدة أرادت أخذ الطفل مدعية أنها أختي، راودني الشك لما ترويه السيدة فأنا لاحظت دخولك إلي الميكروباص ومعك الطفل فقط، فقلت لها انتظري حتي تفيق وتقرر إذا كنتي تأخذي الطفل أم لا، وبدأ الركاب بالميكروباص إفاقتي حتي أفقت، وأخبروني أن السيدة أختي كانت تريد أخذ الطفل معها، فأخبرت الموجودين أني لست لي أخوات، وبدأنا ننظر حولنا لنري السيدة فلم نجد لها أثرا، وطفلي بجواري يبكي بشدة، أحتضنته وهدأت من بكائه، وشكرت الشاب فلولاه لكنت فقدت ابني».
أما إيمان أحمد، فتقول: »كنت في طريقي للعودة إلي منزلي ومعي ابنتي تبلغ من العمر خمس سنوات، لاحظت أثناء سيري في الشارع أن هناك امرأة تتبع خطواتي، وتركض ورائي، وفجأة وجدتها تنادي علي لكي أساعدها لأنها تائهة، لم ألتفت إليها وأخذت أركض في الشارع وأحتضن ابنتي، فلا أحد كان يعلم ما وراء هذه السيدة، وما كانت تحمله لي أنا وابنتي».
حدث في المترو
مروة أحمد، تروي قصتها قائلة: »كنت أركب المترو ومعي طفلتي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وجدت سيدة تجلس بجواري وتطلب مني مساعدتها علي قراءة رقم بتليفونها لأنها لا تستطيع رؤيته، وجدت رائحة غريبة وفجأة تعرضت للإغماء، كنت أستمع إلي كل شيء حولي لكني لا أستطيع التحرك أو الكلام، وكل من في المترو التف حولي لإفاقتي وكنت أردد » ابنتي ….ابنتي »، أدعت السيدة أنها أختي وأنها تريد حملي أنا وابنتي إلي البيت »، أراد الجميع إفاقتي قبل الذهاب معها، وفور الإفاقة أخبرني الجميع » أن أختي كانت معي، وكانت تريد اصطحابي إلي البيت، وأنها ذهبت لتجلب لي عصيراً، أخذت في البكاء، وشكرت ربي أن ابنتي بجواري، وأخبرت المحيطين بي أنها من عصابات الخطف».
الأخصائية النفسية، إلهام سعادة، قالت إن انتشار ظاهرة الخطف بين الفتيات والأطفال جاءت نتيجة انعدام الجانب الأمني، مشيرة إلي أن المجتمع المصري تخلي عن كثير من القيم الإنسانية، فخطف هؤلاء الفتيات هدفه إما سرقة أعضائهم أو خطف أبنائهم أو اغتصابهم، وهذا الأمر بات مخيفا لدرجة كبيرة، فكل فتاة أو أم عليها الحذر قبل الخروج من البيت، وإذا لم يكن هناك ضرورة ملحة للخروج فعليها عدم الخروج من البيت حفاظا علي نفسها وأطفالها.
وأشارت إلي أن طرق الخطف المتبعة ستولد في المجتمع عزلة اجتماعية وعدم الرغبة في مساعدة الآخرين، فكل فتاة سوف تتردد كثيرا قبل مساعدة أي شخص نتيجة الخوف من التعرض لأي مشكلة.
ويقول إيهاب محمد، خبير في قطاع الاتصالات، إن هناك ساعات جديدة تستخدم تقنية »الجي بي إس» لتحديد مكان الطفل بكل سهولة حتي لا يتعرض الطفل للخطف، وأشار إلي أن هذه التكنولوجيا الجديدة جاءت بغية مواجهة ظاهرة الخطف التي انتشرت بصورة كبيرة داخل المجتمع، مما يجعلنا نحد من هذه الظاهرة بشكل كبير، وتتبع الطفل بكل سهولة.
بينما طالب المحامي بالنقض عصام إبراهيم، بضرورة تشديد عقوبة خطف الفتيات والأبناء وتغليظ العقوبة لردع كل الجناة، وحماية أبنائنا وبناتنا من انتشار هذه الظاهرة داخل المجتمع المصري بشكل مخيف، وأكد أن انتشار هذه الظاهرة يهدد أمن المجتمع بشكل كبير، وبالتالي لابد من العمل علي تغليظ العقوبة لتقنين هذه الظاهرة، حتي يستطيع أبناؤنا وزوجاتنا وبناتنا الخروج بشكل آمن.
الخبير الأمني أحمد الرفاعي، يقول إنه لابد من تشديد الرقابة بوسائل المواصلات العامة والمترو من أجل حماية الأطفال والسيدات للحد من ظاهرة خطف الأطفال، وأشار إلي ضرورة تعزيز الدوريات الأمنية في الشوارع للقبض علي أي مشتبه بهم، بالإضافة إلي ضرورة تقديم أي مواطن يتعرض لأي مشكلة ببلاغ من أجل تعزيز الأمن بكافة المعلومات حول هذه العصابات لمساعدته في تحرياته.