عبد الوهاب المالحي
القضاء والقدر، هو إيجاد الله تعالى اﻷشياء حسب علمه وإرادته، وهو الركن السادس من أركان اﻹيمان، والقضاء والقدر أمران متلازمان ﻻينفك أحدهما عن اﻵخر، فكل مافي الوجود إنما يقع بعلم الله وتقديره له قبل خلقه..
قال تعالى: "ما أصاب من مصيبة في اﻷرض وﻻ في أنفسكم إﻻ في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير".
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم
فقال: اكتب
فقال: ما أكتب؟
قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى اﻷبد.
وإن ما قدره الله على اﻹنسان قسمان: قسم يقع على العبد أو منه بغير اختياره كالمرض والموت والحوادث فهذا محض القدر.. أما القسم الثاني : امور وأفعال تصدرمن العبد باختياره كالصلاة والكفر واﻹيمان والقيام والجلوس وغير ذلك كي يثيب الله الطائع ويعاقب العاصي.
وعلم الله تعالى بما يقع في ملكه متيقن، ﻷنه سبحانه متصف بالكمال، فلا يقع في ملكه ما ﻻ يعلم..قال تعالى "أﻻيعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"..
فاﻹيمان بالقضاء والقدر يجعل المؤمن يستشعر عظمة الله، ويشعر بالرضى واﻻطمئنان لكل ما يصيبه من خير أوشر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه..
قال تعالى: "قل لن يصيبنا إﻻ ما كتب الله لنا هو موﻻنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"..
كما يغرس القضاء والقدر التوكل على الله في قلب المؤمن، واﻷخذ باﻷسباب، فقد قال أبوعبيدة ابن الجراح لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (ياأميرالمؤمنين، أفرارا من قدر الله؟ فقال له عمر نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله) والله أعلم..