الجمعة , 3 مايو 2024
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

الخليلي: الحج فريضة لازمة والإنسان مأمور بأن يعجل أداءها

= 2519

مسقط، وكالات:

أوضح سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان أنه من الخطأ أن يؤخر الانسان فريضة الحج من حال إلى حال بسبب ما يتوهمه من العسر والمشقة، حيث انها فريضة لازمة، والانسان مأمور بأن يعجل أداءها، لأن الانسان شأنه بعد عمر الفتوة وعمر القوة أن يؤول إلى الضعف عندما يتقدم في العمر.

وأشار الخليلي إلى أن الأعمال التي يمارسها الحاج فيها سهولة ويسر، والنبي صلى الله عليه وسلم درأ على الناس كل ما فيه مشقة، مؤكداً سماحته أن الإنسان قد تعوقه عوائق تحول بينه وبين أداء هذه المناسك فلذلك يجب عليه أن يسارع إلى أداء فريضته.. حيث إن الأحوال تزداد ضيقا ومشقة عندما يؤخر الإنسان هذه الفريضة من حال الى حال.

يقول الشيخ الخليلي: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. هذه الجملة عميقة المعاني لها أثر كبير في النفس.. والمسلم عندما يرددها وتنشق بها حنجرته يشعر براحة وسعادة، وهو هنا بحاجة الى ان يتعلم أسرارها وان يقف عند معانيها حتى يكون لها أثر في حياته كلها بإذن الله.

وأضاف الخليلي: الله سبحانه وتعالى كتب لمن شاء له ان يستجيب أن يلبي ذلك النداء، فالإنسان عندما يلبي أولا يستحضر انه يستجيب لداعي الله سبحانه وتعالى، يستجيب لتلك الصرخة التي نادى بها إبراهيم عليه السلام على جبل أبي قبيس فشاء الله سبحانه وتعالى ان يستجيب لمن كتب له ان يحج او يعتمر.

وهذه التلبية انما تعني انسلاخا من عهد ودخولا في عهد، تعني انسلاخا من العهد الماضي الذي هو حافل بالمعاصي والمخالفة لأمر الله والخروج عن حدود الله سبحانه وتعالى واتباع هوى النفس الى عهد جديد، عهد يكون حافلا بطاعة الله سبحانه وتعالى بحيث يتحول مجرى الحياة بأسرها من الشر الى الخير، ومن المعصية الى الطاعة من الضلالة الى الهدى ومن الغي الى الرشد ومن النفرة الى الألفة، من التشتت الى الاجتماع، فمن أحسن ذلك الاجتماع.. الاجتماع العظيم الذي يجمع ذلك اللفيف من عباد الله تعالى، ووفوده الذين يأتون من بقاع الأرض ملبين داعي الله سبحانه وتعالى مستجيبين لذلك النداء، نداء إبراهيم عليه السلام بقولهم: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» فالناطق بهذا النداء وان كان إبراهيم عليه السلام الا انه في الحقيقة هو نداء الله.

ولذلك كانت التلبية لله سبحانه وتعالى، فالإنسان يقول: «لبيك اللهم لبيك، لبيك» أي إقامة على طاعتك بعد إقامة، ومعنى ذلك ان تستمر هذه الإقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى والامتثال لأمره والازدجار عن نهيه، والاتعاظ بموعظته والاقتداء بخيرة خلقه الذين اصطفاهم من خلقه بأن جعلهم هداة مهتدين ارسلهم بعدما صُنعوا على عينه ليكونوا مبشرين ومنذرين.

إذن هذه التلبية من معانيها وأبعادها أنها تدل على التحول من وضع الى وضع، فلذلك يجب ان تكون هذه التلبية ليست شقشقة باللسان يرددها الانسان من غير التزام بما تتضمنه من المعاني، انما يلزم ان تكون هذه التلبية وفاء بعهد الله، ووقوفا عند حدوده وانقيادا لأمره وإذعانا لطاعته.

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 3604 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.