السبت , 4 مايو 2024

أمل الشربيني تكتب: أنا وشكسبير..!

= 2311

amal-shebiny


"Do you not know that i am a woman?! when I think, I must speak!"

كم تمنيت أن يزورني في المنام لأقول له كم أعشقه.

تحققت أمنيتي ليلة أمس، فجاءني وقال لي: "لماذا يتجنى بناتُ جنسك علىَّ طوال الوقت ؟ ماذا جنيتُ أنا حتى يدَّعينَ أنني كنت أكره المرأة ولا أقدر دورها في الحياة؟ أنا لم أُسيء إليكن في أي من كتاباتي، وكنتُ دائما متعاطفا مع قضاياكُن، حتى أنني تحديت أصحاب السلطة والجاه في عصري وانتقدت العنف ضد المرأة واستعبادها في قلب البلاط الملكي، واعتبارها من الممتلكات التي اعتاد الرجل على حيازتها، واستخدامها ثم التخلص منها حينما يشاء".

قلت له: " دعك منهن، أولئك لم يقرأن لك قصيدة غزل واحدة. يعتقدن أن المرأة كما صورتها في الدراما إما غبية لا شخصية لها، وانتحارية بطبعها، هشة لا تقوى على تقبل القدر، أو طامعة في الجاه والسلطة، أو تسعى لإرضاء شهواتها ونزواتها، أو أسوأ من الكلب المسعور حين تغار كما وصفتها حرفيا. 

لا ليس هذا ما عنيتَه أنتَ أبدا، أعلم ذلك. أنت أرق من وصف المرأة بأنها الضوء الذي ينير حياة الرجل، وأن لا كاتب في العالم يقدر على شرح الجمال حين يتجسد في عيني إمرأة، وأن المرأة إن أحبت قلبا عطوفا لا تتوانى عن خوض النيران لأجله، وأن الرجل الذي يجيد الحديث ليس برجل إن لم يستطع أن يفوز بقلب إمرأة، وأن أي أمرأة خُلقت تتحدث لغتين، إحداهما لغة الكلام.

أنت يا سيدي أروع بكثير مما يصفنك أو يتخيلنك. أنت والله أروع وأجل"

فقال منتشيا واثقا بنفسه:"أصارحك بشيء…. كلما تذكرت كم وضعتُ المساحيق الغبية وارتديت الملابس المبالغ في تصاميمها، والحلي المبهرجة لأقف على خشبة المسرح، وأمثل دورا نسائيا، فقط لأتقمص شخصياتهن المختلفة، وأتخيل ما يعتمل بدواخلهن، وأفهم كيف يفكرن، ويشعرن حين يفرحن، يغضبن، ييأسن، يمزحن، يعشقن الحياة، يتمنين الموت، أقول لنفسي ما الذي عاد عليكَ من كل هذا، إن كن جميعهن جاحدات؟!

قلت له: "يا الله! هل ظننتَ أن بوضعك المساحيق والملابس النسائية والحلى المبهرجة، ستعرف كيف تشعر المرأة إن فرحت أو غضبت، يأست من الحياة ، أو عشقتها ورغبت فيها أو تمنت الموت؟! هل من الممكن أن يكون (شكسبير) _ أيقونة الأدب والفلسفة لكل عصر_ بهذه السذاجة؟!"

صمتَ قليلا، ثم قال: "الآن تأكدت أنني لم أخطىء حين قلت على لسانكن: (ألا تعرف أنني إمرأة؟! حين أفكر، لابد أن أتكلم!). ثم اختفى.

للآن، أحاول ألا استيقظ من نومي قبل أن أزيل سوء التفاهم الذي صار بيننا.

أظن أنه نسي للحظة أنني إمرأة.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 5575 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.