حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
ازدواجية المعايير في التعامل مع بعض القضايا يثير الدهشة. فالأمر لا يقتصر فقط علي أسلوب التعامل مع «العمل الأهلي» والذي كتبت عنه في الأسبوع الماضي ،وانما يمتد ليطال مناحي أخري كثيرة ،ومنها علي سبيل المثال ما يطلق عليه «المؤامرة الخارجية».
وبين حين وآخر نستمع لتصريحات وتلميحات تتحدث عن الدول التي تتآمر علينا ،وتسعي لتدميرنا والنيل منا ،ويحددها بعض المسئولين ،وبعض الإعلاميين المهللين بالاسم ، قارنين تفسيراتهم بما يطلقوا عليه الأدلة الدامغة والتي هي في الحقيقة لا ترقي الي مستوي المعلومة غير المؤكدة مجهولة المصدر. ثم نري استقبالات مبهرة من نفس هذه الدول ،وحديثا من نفس المسئولين والإعلاميين عن عمق العلاقات مع الدول «الصديقة» ،وعن حجم التقدير الذي تتعامل به هذه الدول مع قادتنا !
كما يتغنوا بأية إشادة تصدر من هذه الدول تجاهنا ،ويهللوا لإقبال هذه الدول علي دعم التنمية في بلادنا ! ثم يصدعوا رؤوسنا بالحفاوة التي تستقبل بها هذه الدول المسئولين المصريين ،وعن تقديرها لنا ودعمها للموقف المصري في مواجهة التحديات !
الترويج لنظرية المؤامرة إلهاء للناس عن التركير فيما يتخذ من سياسات تطحنها ،وتبرير لإخفاق يمنع العناد من الاعتراف به، وهو أيضا إعفاء من الالتزام باتخاذ قرارات كان يتحتم اتخاذها ، وإيجاد مبررات تبدو مقنعة لأمور يصعب إعلان التفسير الحقيقي لها.
لا أقطع بعدم وجود مؤامرة إلا انني أرفض ان تكون الشماعة الجاهزة والمقنعة احيانا ، لتبرير ما يحتاج الي اتخاذ اجراءات وليس الي التبرير. كما ارفض ان تستخدم كغطاء لإجراءات ، ضد الغلابة كوسيلة لإخراس ألسنتهم اذا فكر اي منهم ان يئن أو يعترض.
ثم تتجلي «الشيزوفرينيا» في أقصي درجاتها عندما تصدر قرارات بالعفو عن 82 من الشباب المحبوسين وفي نفس اليوم يصدر الحكم بحبس نقيب الصحفيين واثنين من أعضاء مجلس النقابة !
ثم يلي ذلك منع الاعلامي عمرو الليثي من السفر بقرار من النائب العام …!
بنضحك علي بعض ولا بنضحك علي مين ؟.!
———–
Mona.alazab12@gmail.com
