حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بعد فترة ليست ببعيدة من حادث دهس مواطن مصري على يد مواطن كويتي موتور، ها هو المشهد المأساوي يتكرر مرة أخرى على يد ثلاثة سعوديين في الرياض، دون أن نرى تحركا مصريا يشفي الغليل، أو يشعرنا ويشعر الآخرين أن للمصري كرامة في بلده أو خارجها.
لعلها من مفارقات القدر أن تحدث واقعة دهس المواطن وليد حمدي السيد في السعودية، في نفس الوقت الذي قامت فيه الدنيا ولم تقعد حتى الآن بسبب مقتل الطالب الإيطالي ريجيني في مصر، وشتان الفارق بين موقف الحكومة الإيطالية تجاه مواطنها القتيل وموقف نظيرتها المصرية تجاه مواطنها المدهوس!
أقول هذا وأنا أعلم تماما ماذا تعني الآن كرامة المصري خارج وطنه، لأنها للأسف الشديد لم تعد تعني شيئا، ولو أن هؤلاء المواطنون السعوديون الثلاثة ومن قبلهم المواطن الكويتي، ومن قبله النائب الأردني، كانوا يعلمون أن للمصريين كرامة في بلدهم، أو أن حكومتهم تهتم لأمرهم في الخارج، لما أقدموا على ارتكاب جرائمهم النكراء بكل هذه السهولة.
إننا أمام حالات قتل وإهانة بربرية، يرتكبها أشخاص رعناء بدم بارد، على الملأ، وفي وضح النهار، بحق من تغربوا وتركوا أهلهم وذويهم ليعملوا في خدمتهم وخدمة بلادهم..فيكون جزاؤهم الدهس تحت عجلات سياراتهم..وفي النهاية تشتري حكومتنا خواطر الآخرين بكلمات جوفاء، وتطيب خواطر الثكالى في مصر بمعاشات استثنائية لمواطنين دهست كرامتهم قبل أجسادهم، بفضل سفارات وقنصليات مازالت تعتبر المواطن المصري عبئا عليها في الوقت الذي يفترض أنها موجودة لرعايته وتسهيل أموره مثلما تفعل كل السفارات في العالم.
إنني أتألم كلما شاهدت منظرا مؤسفا كهذا يتعرض له المصريون في الخارج، والحوادث السابقة أكثر من أن تحصى، ولا أعرف ماذا تنتظر هذه الدولة لتحترم أولادها..ومتى تجبر الآخرين على احترامهم، وعدم الاستهانة بهم..ويعلم الله أين ستكون المرة الثالثة، فهي قادمة لا محالة طالما أننا مازلنا حريصين على شراء الخواطر على حساب المواطن المصري وكرامته.
مجدي الشاذلي
