حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كتبت: علياء الطوخي
يعد صلاح جاهين واحد من أشهر الشعراء في العالم العربي,الذي أثر في الحياة الفنية في مصر بعشرات الأعمال الإبداعية في الشعر والكاريكاتير والفنون التشكيلية والتلفزيون والسينما وكافة فروع الفن.
يذكر أن صلاح الدين بهجت أحمد حلمي الشهير” بـ صلاح جاهين”،ولد في شارع جميل باشا بمنطقة شبرا في وسط القاهرة، يوم 25 ديسمبر 1930,ونشأ في ظل عائلة أرستقراطية، كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، بدأ حياته العملية كوكيل للنائب العام، حتى وصل إلي منصب رئيسا لمحكمة استئناف المنصورة, حيث نسج ملحمة نادرة الوجود في تاريخ الثقافة المصرية والعربية, وبدأ مشواره مع الدراسة في كلية الفنون الجميلة، ولكنه لم يواصل مشواره الأكاديمي بها، بعد أن طلب منه والده الانتقال إلى كلية الحقوق لمواصلة مسيرته.
وجدير بالذكر أن “جاهين” قدم طوال مشواره الحافل مع الشعر ما يزيد على 160 قصيدة، من أشهرها “على اسم مصر”، و”تراب دخان” ، كما قدم أوبريت الليلة الكبيرة، الذي يعتبر أشهر أوبريت للعرائس في مصر والوطن العربي.
وبدأت تجربة “جاهين” مع الكاريكاتير بالغة التفرد، كـ بابا ملكيا لهذا الفن لكي يصبح فنه الشعبي ينتظره القارئ العام على المقهى، بعد أن أضاف صاحب الرباعيات بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء، الذي يدفع بالمجتمع إلى المزيد من التطور, وأضحت موهبته الإبداعية تتدفق وتعلن عن نفسها, اشتهرت شخصيات جاهين الكاريكاتيرية مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، جنبا إلى جنب مع دواوينه التي حققت أرقام مبيعات قياسية مثل (موال عشان القنال) 1957، (الرباعيات) 1963.
ويعتبر كتاب “الرباعيات” هو أشهر مؤلفاته، وتجاوزت مبيعاته أكثر من 125 ألف نسخة خلال بضعة أيام،وهذا يعد رقم لم تعرفه مبيعات الكتب في مصر, ونجد أيضا أن الرباعيات نجحت في شكلها الغنائي بعد أن لحنها الفنان الكبير الراحل “سيد مكاوي”.
لم تقتصر إبداعات صلاح جاهين على رسم الكاريكاتير والكتابة ، بل قدم إبداعات حققت نجاحات كبيرة في مجال السينما، فأنتج العديد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما المصرية، مثل “أميرة حبي أنا”، وكتب “أميرة حبي أنا”، “شفيقة ومتولي”، و”المتوحشة” ووضع سيناريو فيلم “خلي بالك من زوزو” والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات، بعد أن تجاوزت مدة عرضه حاجز الـ 54 اسبوعا، وهي مدة عرض غير مسبوقة خلال تلك الحقبة، بالإضافة لخوضه التمثيل في أفلام ومنها”لا وقت للحب” عام 1963م، و”المماليك” 1965م، و”اللص والكلاب” 1962م, ويشار أنه قد أصيب بالاكتئاب بعد هزيمة 1967.
